سبوتنيك: متى نشأ مؤتمر وزراء أوقاف الدول الإسلامية؟
مؤتمر وزراء أوقاف الدول الإسلامية تم تدشينه في ثمانينات القرن الماضي، ويضم وزراء أوقاف جميع الدول الإسلامية، المختصين بالشئون الإسلامية والأوقاف، وهذا المؤتمر هو مظله إسلامية.
سبوتنيك: ما هو الدور المنوط بالمؤتمر والأهداف المطلوب تحقيقها؟
أهداف المؤتمر كبيرة جدا، أهمها التنسيق بين الدول الإسلامية الأعضاء، وقد تم عقد الاجتماع الأول لتلك المنظمة الإسلامية في عام 79، وضم يضم وزراء الـ57 دولة إسلامية، ويضم إلى جوار وزراء الأوقاف، بعض كبار الشخصيات الإسلامية الأخرى، مثل مستشار الدولة للشئون الإسلامية، وبعضها مفتي، على حسب الدولة ومقتضاها، ولكن الشخص المسئول من قبل الدولة عن الشأن الإسلامي في المؤتمر.
سبوتنيك: مما يتكون الهيكل التنظيمي لمؤتمر وزراء أوقاف الدول الإسلامية؟
هناك مجلس تنفيذي للمؤتمر يتكون من 8 دول، تمثل الدول الكبرى في العالم الإسلامي من آسيا وأفريقيا وتترأس المملكة العربية السعودية المؤتمر، باعتبارها حاضنة له ومقره الرئيسي بها، ووزير الشؤون الإسلامية بالسعودية هو رئيس المؤتمر ورئيس المجلس، ووزير الشئون الإسلامية السعودي عبد العزيز آل الشيخ، هو رئيس المجلس ورئيس المؤتمر، وأعضاء المجلس التنفيذي،هم وزارة الأوقاف المصرية، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت، ووزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية بالأردن، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمغرب، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في باكستان، وزارة الشئون الإسلامية في إندونيسيا ومستشار للشئون الدينية في جامبيا.
سبوتنيك: كيف توزع مقاعد المجلس التنفيذي بين الدول أعضاء المؤتمر؟
الدول التي تمثل آسيا وجنوب شرق آسيا هى إندونيسيا وباكستان، وفي أفريقيا هناك جامبيا، ومستشار الرئيس للشئون الإسلامية أيضا من الأعضاء، فالعضوية بالصفة وليست بالشخص في مؤتمر وزراء الأوقاف، المجلس التنفيذي يعقد جلساته بصفة مستمرة، في مختلف الدول، وهناك جلسة ستعقد قريباً، قد تكون في الربع الأول من عام 2018، ويتم تحديد مكانها لاحقا، تقريبا في المملكة، في جدة تحديدا، سيحضر هؤلاء الوزراء المعنيين بالشئون الإسلامية، هذا بشكل عام عن مؤتمر وزراء الأوقاف.
المؤتمر يعقد سنويا، وتصدر عنه توصيات، وأغلب الباحثين المشاركين في الدورة السنوية من الدول الإسلامية، مثل مصر والمغرب والسعودية والكويت، وقد كان للمؤتمر دور منذ الثمانينيات في علاج القضايا التي تهم المجتمع الإسلامي، كما حظيت القدس والمسجد الأقصى بجزء كبير جدا من جدول أعمال المؤتمر منذ تأسيسه في الثمانينيات، ومن أجل ذلك لم تخل التوصيات السنوية وبنودها الرئيسية من طرح قضية مدينة القدس والمسجد الأقصى، لأجل التذكير والتعريف بالقضية، لتظل في وعي الأمة، خاصة بعد الانتهاكات الإسرائيلية التي حدثت في المسجد الأقصى في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات.
سبوتنيك: ما هي القضايا الأساسية التي تعامل معها المؤتمر خلال سنوات انعقاده؟
بالتنسيق بين وزارات الشئون الإسلامية، هناك قضية كانت تشغل الوزراء جميعا، وهي قضية الفكر والتطرف، وهناك مؤتمر عقد حول "الفكر والتطرف في عام 2009" بحضورجميع الأعضاء، وكل وزراء أوقاف الـ57 دولة، إضافة إلى بعض الجمعيات الكبرى في العالم، قبل ظهور "داعش"، ومن بين أهداف تأسيس المؤتمر هو التنسيق بين هذه الوزارات المعنية بالشأن الإسلامي والأوقاف، فلكل دولة خصوصية وآليات وتجارب جديرة بأن تنقل للدول الأخرى، والدول الأخرى جديرة بأن تستفيد من هذا، فهناك تجارب في أفريقيا وآسيا، والعالم العربي بشكل عام، منها تجارب جيدة وجميلة جداً وجديرة بأن تنقل للدول الأخرى، وهناك أيضا بين هذه الوزارات تفاهم وعمل مشترك وجماعي.
سبوتنيك: هناك الكثير من الأزمات والكوارث التي يتعرض لها المسلمون باعتراف العالم…ماذا فعل المؤتمر لتلك القضية؟
يقوم المؤتمر قبل الانعقاد بالطلب من الوزارات بالدول الإسلامية، أن ترسل مقترحاتها التي تظن أنها جديرة بالدراسة والنقاش على جدول الأعمال السنوي للمؤتمر، وتوضع هذه الموضوعات على جدول الأعمال، أمام المجلس التنفيذي لاختيار الموضوع المناسب، للمؤتمر أو إجراء بحث حول بعض هذه القضايا أو وضع تصور، ومن بينها وضع تصور ورؤيا حول التوعية بالتاريخ الإسلامي لغير المسلمين، وكان ذلك في الثمانينات حيث كانت تلك الفترة مناسبة وجميلة، ولم يكن هناك عداء تجاه الإسلام والمسلمين وتحديدا في الغرب، كانت تلك المرحلة جميلة للتوعية بالتاريخ السمح للإسلام، وكان في الحقيقة لوزراء الشئون الإسلامية في جميع دول العالم الإسلامي بلا استثناء دور فاعل، للتوعية بتاريخ الإسلام، لمن يزورونهم من غير المسلمين وكان هذا الأمر فاعل جدا في الحقيقة.
سبوتنيك: الدول الأعضاء هي من تطرح الموضوعات على جدول أعمال المؤتمر السنوي…أليس هناك دور للمجلس التنفيذي بتبني قضايا معينة؟
المجلس التنفيذي مكون من وزراء، والوزراء يطرحون القضايا، هذه القضايا التي تطرح تأتي من الوزارات المختلفة، للمجلس التنفيذي الذي يقترح موضوع المؤتمر القادم، والتي ستطرح في المؤتمر القادم، وما إلى ذلك.
الموضوعات المقترحة، تأتي من أعضاء المجلس التنفيذي وأعضاء المؤتمر بشكل عام، فتطرح قضية معينة للنقاش، أو موضوعات لقضية مختلفة، ويختار المجلس التنفيذي أهم الموضوعات المطروحة من الدول لتكون عنوان المؤتمر القادم.
سبوتنيك: هل كان لظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية دور في نشأة المؤتمر؟
نشوء المؤتمر كان قبل ظهور تلك الجماعات الإرهابية، هدف والهدف منه هو التنسيق بين وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في دول العالم الإسلامي، هذا التنسيق على أعلى مستوى "على مستوى الوزراء" في تلك الوزارات، التنسيق في تدريب الأئمة، والمشاركة الفاعلة في أنشطة الدول المختلف والتنسيق بين الدول، وأيضا من ضمن ذلك اقتراح آليات لتدرب الأئمة، ومسألة الوقف من ضمن الأمور الملحة والمهمة، فضلا عن المؤتمر، فتلك المبادرات كل منها يطرح باسم الوزارة التي قدمتها وتطرح تلك القضايا في المؤتمر سواء كانت تدريب أو حول الفكر المتطرف أو غيره، ويتم وضع تصور لمجابهه هذا الفكر المتطرف والآليات المطلوبة، حسب التوقيت الزماني والمكاني، مثل آليات 2009 في جدة وما قبلها، و2006 في الرباط وفي جاكرتا، كلها كانت تناقش قضايا مختلفة تهم، الوزارات المعنية المسئولة عن المساجد وخطب الجمعة وما إلى ذلك.
قالوا السعودية وقالوا مصر، وكل دولة إسلامية اتهمت بذلك، وليس السعودية فقط، بل السعودية من الدول التي تضررت من "داعش" وقام التنظيم بعدد من عمليات التفجيربها، فهل السعودية هي التي مولت "داعش"، ومن يأتي إلى مصر ويدرس في الأزهر بعد ذلك يقولون إنه "داعشي درس في الأزهر"، مصر أيضا تضررت من هؤلاء، هذه دعاية، وهناك أناس يهمهم ألا تقوم للمسلمين قائمة، وهناك أناس بأجندات، لا يريدون للجهات المعتدلة، في العالم الإسلامي أن تقوم لها قائمة، وجماعات تريد ضرب السعودية والأزهر في مناهجهما، المقصود، في النهاية هو الإسلام، وهو المتضرر الأكبر من "داعش" والذي ضرب في مكة عند الحرم المدني، وضرب في الشرطة والناس، وعندما سأل شيخ الأزهر سؤال وهو في ألمانيا، عن أن "داعش" من السعودية ومن الوهابية تحديدًا، قال شيخ الأزهر، هذا من غير المنطقي، الإمام محمد بن عبد الوهاب، جاء قبل 250 عاما، وقبل 250 عاما، لم تكن هذه الأمور موجودة، ولم تظهر تلك الأمور إلا من حوالي 30 سنة ففتشوا فيها، الأزهر مثلا، ومناهجه موجودة من فترة طويلة، من ألف عام، لذلك نفتش في أمور أخرى عن المستفيد منها، فالعالم الإسلامي الخاسر الأكبر من هذه الأمور.
سبوتنيك: مؤتمر وزراء الأوقاف ألم يكن لديه مبادرة معينة لحل بعض القضايا الشائكة في المنطقة وعلى رأسها الحرب الدائرة في اليمن؟
لكل قضية، مجلس علماء خاص بكل دولة، فاليمن على سبيل المثال، هناك مجلس علماء لليمن، هناك مبادرات على مستوى الدول العربية والإسلامية لليمن، دور الوزارات، والقضية اليمنية هي قضية لا تستطيع وزارات الأوقاف حلها، فالقضية أكبر من هذا، والأوقاف غير مخصه بها، فالقضية اليمنية متشعبة، الدول الموجودة من قبل التحالف العربي، قامت بمبادرتين، المبادرة الأولى والثانية كانت كفيلة بأن تحلحل أمور كثيرة، لكن الطرف الآخر كان متعنتا لأن لديه أجندات معينة، وبين الأطراف اليمنية نفسها كانت هناك مبادرة، لحل الأزمة لكنها لم تنجح.
أجرى الحوار أحمد عبد الوهاب