تبعد تاورغاء نحو 250 كم شرق العاصمة الليبية طرابلس، وتعرضت لقصف عنيف من الكتائب المسلحة التي حاربت نظام العقيد معمر القذافي في 2011، وبلغ عدد سكانها 42600 نسمة.
وبدأت مشكلة تهجير أهالي المدينة الساحلية منذ سيطرة "كتائب مصراتة" المسلحة على المدينة في 2011، وكان المفترض أن تنتهي مطلع الشهر الجاري فبراير/ شباط، بحسب بيان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، نهاية العام الماضي، حيث قال وقتها إن "أهالي تاورغاء سيعودون إلى منازلهم مطلع فبراير/ شباط 2018"، إلا أن الاتفاق لم ينفذ، وفشلت كل محاولات المصالحة بين أهالي تاورغاء ومصراته.
معاناة الـ7 سنوات
في 2011 وبعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، أجبرت الجماعات المسلحة التي سيطرة على المدينة، نحو 40000 من أهالي تاورغاء، "عقابا لوقوفهم معه"، واتجهوا إلى عدد من المدن منها "سرت، والجفرة، زلة، سبها، طرابلس، تاجوراء، بني وليد، ترهونة".
وبحسب مركز ضحايا لحقوق الإنسان الليبي، فإن نحو 170 من أهالي المدينة قتلوا في هذه الأحداث، وأن عدد الشباب المخطوفين بلغ نحو 220، وأن المعتقلين داخل سجون مصراته أكثر من 1200 شاب.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتمكن الأهالي من العودة إلى ديارهم، ويسكنون الصحراء، ويحلمون بالعودة إلى ديارهم ليستظلوا بأسقف بيوتهم وإنهاء المعاناة المستمرة منذ سبع سنوات.
غياب القانون
يقول أحمد الصويعي المتحدث باسم جبهة النضال الوطني إن أزمة تاورغاء بشكل عام، ناتجة عن انعدام القانون في الدولة الليبية، لافتا في حديث مع "سبوتنيك" إلى أن هذا الوضع أسفر عن الكثير من التهميش للمهجرين وهو ما قد يزيد من تفاقم الأزمة في الفترة المقبلة، خاصة أن الأوضاع تسوء بشكل كبير وهو ما يشيع مشاعر الكراهية والانتقام بين صفوف الليبيين.
وأشار الصومعي إلى أن بعض المعلومات التي روجت في 2011 عن أهالي تاورغاء غير صحيحة، وأن الحل الوحيد هو إنهاء الانقسام والتشتت، وخلق مناخ صالح للتعايش بين الجميع، وأن عمليات القتل والتهميش مضى وقتها ولابد من أن تنتهي المأساة خاصة في ظل إقامة النازحين في مخيمات غير مؤهلة.