ما حقيقة التحضيرات لعملية عسكرية واسعة في الغوطة؟
وقد يكون السؤال الأهم هنا هل يمكن أن يقوم الجيش العربي السوري فعلاً بهذه العملية دون أن يجد حلاً سليماً لحماية المدنيين؟
إلى أين تذهب الغوطة في ظل قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بقصف أحياء العاصمة دمشق بشكل يومي؟
ماهي التطورات اللاحقة التي يمكن أن تحدث خلال الأيام القادمة؟
مدى خطورة المواجهات على الوضع بشكل عام في العاصمة؟
المنطقة التي تحشد فيها القوات السورية هي منطقة خفض تصعيد محكومة باتفاقات بين الدولة السورية والأمم المتحدة والدول الضامنة من خرق الالتزام بالاتفاق؟
هل يوجد ضمن مخطط الدولة السورية عقد اتفاقية من شأنها إنقاذ المدنيين المحتجزين لدى المجموعات الإرهابية المسلحة أم أن كل السبل نحو ذلك قد فقدت؟
بهذا الصدديقولالخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور فراس أحمد شبول:
"كما تعلمون هذه التحضيرات ليست جديدة وهذه المنطقة متاخمة للعاصمة دمشق وهي مركز الإرهاب وحساسة جداً بهذ الوقت بالذات ، التحضيرات قائمة منذ زمن لأجل الحسم في المنطقة ، هذه العملية ليست بالأمر السهل ، ولايمكن أن يتم الحسم بين ليلة وضحاها أو خلال أيام أو حتى يمكن شهر أو أكثر ، فهذه المنطقة تحوي قطعان كثيرة من جبهة النصرة وأحرار الشام وأجناد الشام وفيلق الشام وغيرها من الفصائل الإرهابية الحاقدة والتي تأتي ضمن إصطبل واحد هو الولايات الأمريكية المتحدة الأمريكية."
وأشار الدكتور شبول إلى أن
"هذه المنطقة تـأتي حساسيتها في أنها منطقة مأهولة وفيها عدد كبير من المدنيين ، وأنتم ذكرتكم وجود أربعة آلاف من المدنيين ، في الحقيقة هناك تداولات تتحدث عن وجود أكثر من 12000 مدني في هذه المناطق في دوما وسجن التوبة وغيرهما وكل ماتم خطفه والإعتداء عليه من مناطق الغوطة الشرقية والغربية تم سجنه في سجن التوبة في دوما ،بهذا الوضع الجيش العربي السوري لايمكن أن يقوم بقصف مناطق فيها مدنيين على الإطلاق.
هناك إستراتيجيات للجيش وخطوط يرسمها ويعمل عليها ، ولابد من الضغط الإستراتيجي على هذه المنطقة في دوما على فترات زمنية متباعدة تحضيراً للقيام بما يجب فعله ، ولكن نعود للقول بأنه لايمكن الدخول إليها بسهولة لأن هناك مدنيين وهؤلاء المدنيون يعيشون تحت نير وإرهاب قطعان الإرهابيين بالقوة ، لذا في مثل هذه الظروف الصعبة هنا لابد من إيجاد حل سليم أما عن طريق المفاوضات أو عن طريق الضعغط الإستراتيجي على هؤلاء الإرهابيين لكي يسلموا سلاحهم ، التعامل حالياً بالقوة لايمكن مع هذه المناطق على الإطلاق وهناك حلول نتركها للأيام القادمة سيتم حسمها قرارها قريباً "
وأردف الدكتور شبول
"هذه المنطقة ضمن مناطق خفض التوتر منذ فترة طويلة ونحن كدولة سورية نحن نلتزم بالإتفاق ولكن ماهو الضامن الذي يضمن إلتزام هؤلاء الإرهابيون بهذا الإتفاق ؟ أنهم لايلتزمون أبداً ، ورأينا كيف أن السيد لافروف وزير الخارجية صرح اليوم في نادي الشرق الأوسط قائلاً أنه يجب إغلاق منطقة التنف ، لماذا يصرح بذلك في هذا الوقت ؟ لان تحرك الإرهاب في مناطق كبيرة في الجغرافيا السورية يأتي من هذه المنطقة التي يتم فيها تدريب قطعان داعش من قبل الولايات المتحدة التي لم تخسر سنتاً واحداً في هذه الحرب على سورية سوى الألوان التي تلبسها للمجموعات الإرهابية وفق الحاجة لتغيير لبوسها ومسمياتها ، نعم معسكر التنف يصدر الإرهاب إلى كل المناطق السورية ومن هنا جاء تصريح الوزير لافروف ".
ونوه الدكتور شبول إلى أن:
أهمية هذه المنطقة تأتي من أنها خاصرة العاصمة دمشق، وهي الامتداد ما بين دمشق وحمص وبالتالي الامتداد إلى كل الجغرافيا والمحافظات السورية، فإذا خسر الإرهاب والولايات المتحدة وقطعانها هذه المنطقة نؤكد لكم أن المعركة تكون قد انتهت بنسبة 99 % واندحر إلى زوال، الجيش السوري متواجد بكثافة في العاصمة منذ زمن بعيد واستقدام القوات العسكرية الإضافية من الجيش السوري إلى المنطقة هو لأجل إغلاق هذه المنافذ والضغط على الإرهابيين وإفهامهم أنه لا مخرج لهم إلا التسليم والعودة إلى الوطن السوري وتسليم الإرهابيين، ومن منهم يريد الهروب خارج القطر فإلى جهنم وبئس المصير".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم