وأضاف الكاتب: كان الروس في كل تصرّف عسكري في حلب وفي كل خطاب سياسي وموقف إعلامي يحرصون على حساب رد الفعل التركي، ويجسون نبض الغرب على التحرك الدبلوماسي والسياسي، وهم الآن غير آبهين بأحد. فعندما يتحدث الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية مع الرئيس الروسي عن آليات تطبيق القرار يكون سقف ما يقبله هو هدنة خمس ساعات يومية لضمان خروج آمن للمدنيين بعد تأمين ممرات آمنة لهم، ويكلفهما إبلاغ الرئيس التركي بأن عفرين مرتبطة بالنسبة للدولة السورية بالغوطة، ولا هدنة في الغوطة ودخول للمساعدات الإنسانية بلا ما يعادل ذلك في عفرين والفوعة وكفريا.
واعتبر الكاتب أن موسكو "حسمت من خبرتها في حلب وما بعدها، معادلات جديدة على ضفتي الخصوم والحلفاء، فعلى ضفة الخصوم ثبت لموسكو أن واشنطن وحلفاءها لا يضمرون لروسيا ورئيسها أفضل مما يضمرونه لسورية وإيران ورئيسيهما، وأن الرهان على جذب الأتراك واحتوائهم ومثلهم الأكراد بغير إغلاق الأبواب للبدائل عبر لغة القوة، في غير مكانه فسيبقى الخداع والتلاعب سيدَيْ الموقف إلا عندما يبدو الحسم العسكري خياراً جدياً، وخبرة روسيا مع السعودية وإسرائيل تقول إن أخذ مصالحهما بالحساب ومحاولة تحييد روسيا عما يسمّيانه بالمواجهة مع إيران وحلفائها، لا أساس له في الواقع"..
وختم: الفك والتركيب في الغوطة سياسياً وعسكرياً يبدأ من اليوم، وروسيا الغوطة هي غير روسيا حلب، وسورية وجيشها وحلفاؤها عسكرياً في الغوطة غير حلب، ومَن حسم حلب يسهل عليه وقد تحسّن كل شيء وتغيّر أن يحسم الغوطة.