وللحديث بشكل واسع حول ذلك قال الدكتور بسام أبو عبد الله أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق لـ"سبوتنيك" أنّ: "المفاوضات التي جرت على مستوى السفراء ووزراء الخارجية أثمرت عن القرار 2401 وسبب تمسك موسكو ودمشق بنقطة مهمة جداً تتمثل في استثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وكل الفصائل المرتبطة بهما من قرار وقف إطلاق النار وفقاً للمادة الثانية منه هو النفاق الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً الذي حصل في معركة أحياء شرق حلب
حين ظلّ أمرُ فصل ما يسمى بالفصائل المعتدلة عن الأخرى الإرهابية محطّ جدلٍ ارتقى فيما بعد لمستوى الصراع، حيث كانت الفصائل المسلحة تستغل مماطلة الغرب الداعم لها حول هذه النقطة و تستجمع قواها لشن هجماتها العنيفة مثل ما حصل حين هاجمت الكليات الحربية في حلب وأحياء المدينة الغربية و كان المدنيون هم الضحية الأكبر لتلك المراوغة الأمريكية"، مؤكداً أنّ "الدبلوماسيتان السورية والروسية قد استخلصت دروساً مهمة من هذا الأمر، وعدم استثناء التنظيمات الإرهابية من قرار وقف إطلاق النار الحالي ينسجم مع قرارات مجلس الأمن و لذلك فإن القرار 2401 يعطي الدولة السورية وحلفائها حق شن العمليات العسكرية باتجاه مناطق الغوطة الشرقية التي ستُقضم بالتدريج، وبالتالي فإن معركة الغوطة الشرقية ستنتهي كما انتهت معركة حلب، بمعنى أن العمل العسكري على الأرجح سيُفرزُ في النهاية اتفاق إجلاء للمسلحين من الغوطة نحو إدلب، وهذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأكده أيضاً المندوب الأممي ستيفان دي مستورا".
وأضاف أنّه "لا يمكن للدولة السورية أن تتحمل سقوط المزيد من القذائف والصواريخ على رؤوس مواطنيها، كما أنها لا تقبل بأن تحتجز الفصائل الإرهابية المسلحة سكان الغوطة الشرقية و تستخدمهم كدروع بشرية، ومن واجب الجيش السوري أن يحررهم من قبضة الإرهابيين، بمعنى أن العملية العسكرية نحو الغوطة لا تستهدف فقط إنقاذ سكان العاصمة من القذائف وإنما على الجيش السوري إنقاذ كل مواطن سوري قاطنٍ في الغوطة من الإرهابيين، وبذلك تكون مهمة الجيش ليست عسكرية فقط بل عملية حضارية إنسانية عكس ما تُروّجه بعض وسائل الإعلام".
وأكد أبو عبد الله خلال حديثه لـ"سبوتنيك" قائلاً أنّ: "السُعار الغربي فيما يتعلق بالغوطة الشرقية و الجنون الهستيري الذي أصاب الدول الأوروبية الداعمة للإرهابيين من هجوم الجيش باتجاه مواقع الإرهابيين له سبب، إذ إنّ العملية العسكرية التي سيستعيد الجيش السوري من خلالها الغوطة الشرقية ستقطع ذراعاً إرهابية تخدم المشروع الأمريكي لكن المعلومات والتقارير الواردة تؤكد أنّ هناك ضباطاً من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية وربما من الموساد الإسرائيلي أيضاً يتواجدون الآن في الغوطة الشرقية، وعلى الأغلب يشغلون صفات ومواقع قيادية في تنظيم القاعدة يديرون منها العمليات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المتواجدة.
وختم أن هذا الأمر قد اكتُشف سابقاً في أحياء شرق حلب، أي أن ضباط استخبارات غربية عديدة قد كانوا متواجدين في أحياء حلب و خرجوا بهدوء باتفاق الإجلاء الذي تم بالباصات الخضراء، وهذا الأمر قد أشار إليه الروس حينها"، مؤكداً أنّه " يوجد شيء من هذا القبيل في الغوطة الشرقية اليوم وهذا ما يُفسر الهجوم الهائل والضغط الكبير الذي تشنّه الدول الغربية على دمشق حتى يتوقف العمل العسكري نحو مواقع الإرهابيين في الغوطة الشرقية".