وقال الحريري، في الكلمة التي سبقت إعلان الترشيحات خلال مهرجان سياسي أقيم في بيروت، إن "المرشحين الذين نعلن عنهم اليوم، هم من كل الطوائف، ومن كل المناطق، ومن كل الجذور الاجتماعية والثقافية والعملية، وكلهم سيكونون يداً واحدة، في خدمة أهلنا في كل لبنان، وفي خدمة مشروع لبنان المستقبل، الذي نطمح له والذي يليق بكم وبنا".
وشدد الحريري على أن هذا الإعلان ليس إعلانا للوائح "فاللوائح ستُعلَن لاحقا في كل دائرة إنما هذا إعلان لمرشحي تيار المستقبل".
وتوجه الحريري بالشكر إلى كل النواب أعضاء كتلة المستقبل الذين لم يترشحوا، "على عملهم ومسيرتهم المشرفة في البرلمان، وفي الكتلة النيابية وفي المجال السياسي معنا".
كما توجه الحريري إلى الناخبين بالقول "صوتكم في هذه الانتخابات، سيكون الجواب على سؤال بسيط: أتريدون هذا المشروع أن يستمر؟ إذا أعطيتم أصواتكم لمرشحي المستقبل، كأنكم أعطيتموني هذه الأصوات أنا سعد رفيق الحريري، ولتيار المستقبل تكليف بمواصلة المسيرة، والقدرة على مواصلة هذا المشروع".
وتابع موضحاً أن المشروع الذي يحمله مرشحو تيار المستقبل للبرلمان "قائم على حماية الأمن الاجتماعي والعملة الوطنية والنهوض بالاقتصاد لإيجاد فرص العمل للشباب والشابات في لبنان".
وتضمنت ترشيحات "تيار المستقبل" للانتخابات النيابية إلى جانب الحريري وسلام والمشنوق، كلا من زاهر عيدو، ونزيه نجم، وربيع حسونة، وباسم الشاب، وغازي يوسف، ورولا الطبش جارودي، ونهاد المشنوق، وتمام سلام (دائرة بيروت الثانية)، وجان موسى، وخضر حبيب، وهادي حبيش، ووليد البعريني، ومحمد سليمان، وطارق المرعبي (دائرة عكار)، وعثمان علم الدين، وسامي فتفت، وقاسم عبد العزيز، وجورج بكاسيني، ووليد صوالحي، وشادي نشابة، وليلى شحود، ونعمة محفوض، وديما جمالي، وسمير الجسر، ومحمد كبارة (دائرة طرابلس — المنية — الضنية)، وبكر الحجيري، وحسن الصلح (دائرة بعلبك — الهرمل)، ونزار دلول، وعاصم عراجي (دائرة زحلة)، وزياد القادري، وأمين وهبي، ومحمد القرعاوي (دائرة البقاع الغربي وراشيا)، وغطاس خوري، ومحمد الحجار (دائرة الشوف)، وحسن شمس الدين، وبهية الحريري (دائرة صيدا وجزين).
كما تلا قياديون في "تيار المستقبل"، الذي اختار "الخرزة الزرقاء" شعاراً لحملته الانتخابية، الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي.
وتحت عنوان "القضايا الوطنية والسياسية"، أكد التيار، في برنامجه الانتخابي، أن "اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990)، ومقتضيات الوفاق الوطني أساس العيش المشترك وسلامة النظام السياسي والفصل بين السلطات".
كما أكد "تيار المستقبل" على ضرورة "الالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان، لاسيما القرار 1701، والتأكيد على موجبات التضامن الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية بثرواتنا الطبيعية، إلى جانب مواكبة أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، واعتبار الأحكام التي ستصدر عنها ملزمة للسلطات اللبنانية بملاحقة المتهمين وتوقيفهم".
كما شدد البرنامج الانتخابي للتيار على ضرورة "الدفاع عن قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والتزام المبادرة العربية للسلام التي صدرت عن قمة بيروت" العربية في العام 2000.
أما في الشق الاجتماعي والخدماتي، فتضمن البرنامج الانتخابي التزاماً بـ "تطوير مشروع استهداف الفقر في لبنان، والذي يهدف إلى تأمين خدمات استشفائية وتربوية وغذائية لحوالي 250 ألف لبناني، والعمل على توسيع نطاق المشروع ليشمل تدريب المشمولين على مهن تقنية وحرفية"، و"العمل على تطوير نظام التقديمات الصحية باتجاه إقرار القوانين المتعلقة باعتماد البطاقة الصحية التي تؤمن تغطية صحية لكل لبناني غير مشمول بأي تغطية صحية اخرى، والتأكيد على إقرار مشروع قانون حماية الشيخوخة"، إلى جانب العمل على "تخفيض كلفة شراء مسكن وخصوصا لأصحاب الدخل المتوسط".
وكان باب الترشح للانتخابات النيابية قد أغلق منتصف ليل الثلاثاء — الأربعاء الماضي. وسجّلت في المديرية العامة للشؤون السياسية في وزارة الداخلية اللبنانية، مع إقفال باب التقدّم للترشيحات، ملفّات لـ 976 مرشحاً، وهو عدد كبير جداً، مقارنة بالانتخابات الماضية، التي جرت في العام 2009، والتي تنافس فيها 702 مرشح.
وللمرة الأولى في تاريخه، يعتمد لبنان نظام الانتخاب النسبي، وهو ما يفرض على المرشحين الانضواء في لوائح، تضم ثلاثة أشخاص على الأقل.
ومن أبرز السياسيين الذين تقدّموا بترشيحاتهم في اليوم الأخيرة وزير الداخلية الأسبق زياد بارود، ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميّل، ومستشار رئيس الجمهورية وزير التربية السابق إلياس بو صعب، ورئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" طلال أرسلان، والنائب بهية الحريري.
وأمّا أبرز الغائبين عن السباق الانتخابي المقبل، فهم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي ترشّح ابنه تيمور عن مقعده، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، المرشّح السابق لرئاسة الجمهورية، والذي ترشّح ابنه طوني عن مقعده، والنائب المخضرم عبد اللطيف الزين، ورئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، والنواب محمد قباني وأحمد فتفت وعقاب صقر، ومعين المرعبي، ونائلة تويني.