ماهي أبعاد هذه الرسائل التي أراد إيصالها الأسد وماهي دلالاتها؟
هل هي تحدي مباشر للولايات المتحدة ودول الغرب وإظهار الجاهزية لأي احتمال عدائي خارجي؟
لقاء الرئيس الأسد مع المدنيين الخارجين من الغوطة الذين هتفوا بحياته وحياة الجيش والوطن، إلى أي حد يغير من الواقع الذي رسمه الغرب لهؤلاء المدنيين الذين قصفتهم القوات المسلحة السورية حسب زعم الولايات المتحدة ومن معها؟
لماذا لم نسمع أية تعليقات من الدول التي هددت بضرب سورية على ما قام به الرئيس الأسد في الغوطة؟
نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية الدكتور سومر صالح يرى أنه
"أي سلوك سياسي يتم تفسيره وتحليله من خلال البيئة السياسية المحيطة بهذا السلوك ليتم لاحقا فهمه، أما التأويل و دلالاته فيكون من خلال مضمون السلوك السياسي سيما إذا كان يتضمن خطاباً سياسياً، لذلك توضع زيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة الشرقية ضمن هذا السياق من التحليل، فالزيارة إلى الغوطة أتت متزامنة مع جملة من الأحداث السياسية الهامة والتي تبحث عن إجابات يتم من خلالها رسم رؤية للمستقبل"
وأردف الدكتور صالح
جملة الأحداث تتلخص على النحو الآتي:
أولاً: التهديد الأميركي — البريطاني بعمل عدائي ضد الدولة السورية
ثانياً: إجتماع لمجلس الأمن اليوم حول سورية مع وجود مسودة مشروع أميركي فيها وتهديد بعمل عسكري
ما لم يتم فرض الرؤية الأميركية حول القرار 2401
ثالثاً: وجود تفاهمات تركية أميركية حول منبج ومؤشرات خطرة على تفاهمات حدثت في عفرين تنبىء بسيناريوهات خطرة على مستوى الجغرافيا السورية
رابعاً: تهديد أميركي بإشعال جبهة الجنوب السوري
لذلك أتت هذه الزيارة في إطار التحليل والتفسير لتشير إلى:
إعلان الانتصار في الغوطة وإستكمال تحريرها بغض النظر عن لغة التهديد الأميركية اليوم بإيقاف العملية العسكرية تحت عباءة مجلس الأمن اليوم
إسقاط وسحب لذريعة العوامل الإنسانية في الغوطة بشقيها الكيماوي والإنساني والجميع شاهد لقاء سيادته مع أهل الغوطة وكلام سيادته عن واجب الدولة في حمايتهم من الإرهاب
في التوقيت زيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة ترسل رسائل للمحتل التركي أن عفرين كالغوطة كأي شبر سوري محتل سيتم تحريره، وعلى قادة النظام التركي أن يقرأوا دلالات التوقيت عميقاً ليفهموا المغزى
وأضاف الدكتور صالح
"هذا من ناحية الشكل المرافق للزيارة أما من ناحية المضمون فكلام سيادته عن أن كل رصاصة تغير في ميزان العالم وكل تقدم لدبابة يغير الخارطة السياسية للعالم، فهو دليل على حجم الانتصار وأبعاده وحجم الخسارة لأعداء سورية والفشل الذي أصابهم فالانتصار أفشل أحد أخطر المشاريع التي تحاك ضد الدولة السورية"
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم