ومن هذه التساؤلات، بحسب "هآرتس" كيف اختفى مشروع المفاعل النووي السري لبشار الأسد عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تفخر على مدار سنوات طويلة بمعرفتها بكل حركة على الأراضي السورية، لا سيما بكل ما يتعلق بالاستعدادات العسكرية في سوريا.
وكشف مسؤول رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس"، أن الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، نصف سنة قبل تشغيله، يعتبر "الاخفاق الاستخباراتي الأضخم لدولة إسرائيل. وقد يكون هذا الإخفاق أضخم من الإخفاق في حرب يوم الغفران".
وقال المسؤول إن "التنفيذ كان جيدا ولكنه جزء من الكل، فالحكومة قررت التنفيذ ونفذت ولكن المخيف في الأمر أن الكشف عن المفاعل كان عن طريق الصدفة بالكامل. هذا كان فضيحة. فقد جرى العمل على إنشاء هذا المفاعل بمساعدة الكوريين الشماليين لمدة سنوات تحت انف إسرائيل، لقد كان المفاعل شبه جاهز عندما دمرناه".
وأضاف: "لم يكن المفاعل مجرد أساسات، فلولا أن الموساد أتى بمواد استخباراتية من فيينا تثبت أن المبنى الذي يشيد في دير الزور هو مفاعل نووي وأن المشؤوع كان شبه مكتمل، لما قفزنا كالمذعورين من الصفر إلى المئة".
وحسب قول المسؤول الرفيع: "ان هذا الإخفاق يعود الى النظرية المغلوطة التي يعتمدون عليها في إسرائيل وفي الدول الغربية وهي انه من غير الممكن ان تشرع دولة عربية ببناء مفاعل نووي على أراضيها قبل تدريب طواقم خبراء بمساعدة دول أخرى ليكونوا على أهبة الاستعداد لتشغيل مثل هذا المشروع".
وقال إن الشروع ببناء مفاعل نووي عسكري كهذا دون تدريب كوادر محلية لتشغيله هو أمر غير مسبوق في تاريخ تطوير الأسلحة النووية، فلقد تولى الكوريون عمل كل شيء هناك. هذا جنون. لم نكن نعلم ان عدد العالمين بسر هذا المفاعل محصور جدا. ما من أي خبير تقني سوري يجيد تشغيل مثل هذا المفاعل".
ويعود المسؤول بذاكرته وفقا لما نشرته صحيفة "هآرتس"، ويعرب عن اعتقاده ان الكوريين الشماليين على ما يبدو كانوا ينوون تشغيل المفاعل في دير الزور بأنفسهم، مضيفا: "الفائدة الأساسية من هذا المفاعل كانت ستعود الى الكوريين الشماليين انفسهم. لقد كانت كوريا الشمالية دولة مستهدفة من قبل الغرب. وكانت كل الأنظار موجهة نحوها. ويتوجب أن نتساءل هل هناك مفاعل نووية كهذه بإدارة كورية شمالية في أماكن أخرى في العالم؟ هل ثمة خطر كهذا يتهدد الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا؟".
وكان الجيش الإسرائيلي، أقر اليوم الأربعاء 21 مارس/آذار، في بيان رسمي له بتدمير مفاعل نووي سوري كان في المرحلة الأخيرة من بنائه في ضربة جوية شنتها مقاتلاته عام 2007.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن البيان الخاص بالضربة الجوية، التي دمر فيها المفاعل النووي السوري، جاء في أعقاب إنهاء أمر رقابي عسكري كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدث بشأن العملية.