ويقع مرقد النبي يونس، أو ما تبقى منه إثر تفجيره من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد أيام قليلة من استيلائه على نينوى ومركزها الموصل، في منتصف عام 2014، على السور الغربي لمدينة نينوى الأثرية.
وكان زوجان من الجن بجسدين من ثور ورأس بشري، يقدر عمرهما أكثر من سبعة آلاف عام، حرسا حتى آخر نفس لهما، ما تبقى من قصر للإمبراطورية الآشورية القديمة من بطش وتحرش تنظيم "داعش" الإرهابي بربات للخلود اللواتي أنزلن لعنة على "الدواعش"، وأسقطن خلافتهم شمالي العراق.
ولخص لنا جبر، ما تركه تنظيم "داعش" من اللقى الآثرية بعدما سرق النفيسة منها وهربها خارج العراق، داخل حوالي 900 متر من الأنفاق التي حفرها تحت مرقد النبي يونس والقصر، تتمثل بـ: "ثوران مجنحان، منحوتان من حجر الجبس، وبعض الجرار وأنابيب فخارية تمثل جزء من نظام إسالة الماء الصالح للشرب ومجاري الصرف الصحي".
"كان الاعتقاد السائد في العهد الآشوري بأن للثور المجنح قوى كبيرة تساعده في طرد الأرواح الشريرة لهذا السبب كان يوضع على مداخل البوابات لكي يحمي المدينة من تلك الأشياء، وأيضا ً يعتقد بأنه في حالة قطع الرأس فإن تلك القوة ستنتهي لهذت السبب معظم الثيران المجنحة وجدوها مقطوعة الرأس لحظة اكتشافها".
ولا ننسى الإشارة إلى اللعنة الآشورية التي وجدت منقوشة على أحد جدران غرف كنز النمرود في ثمانينات القرن الماضي، بمحافظة نينوى، ونصها هو "الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة" — تجاهل تنظيم "داعش" وجودها عند تدميره لمدينة "النمرود"، عاصمة الإمبراطورية الآشورية الأخيرة (بداية الألف الأولى قبل الميلاد)..في بدايات عام 2015.
وتمكنت القوات العراقية من تحرير محافظة نينوى، ومركزها الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد سكانا بعد العاصمة بغداد، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في 31 أغسطس/ آب العام الماضي بعد معركة استمرت أكثر من 9 شهور.