سبوتنيك. وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الجزائري جدلا واسعا في المغرب. إذ هاجمت الصحف المغربية، تصريحات أويحيى، ووصفتها بـ"المستغلة للظرف السياسي الذي تعيشه إسبانيا".
كما اعتبرت أن مدريد لن تستطيع إصدار موقف مؤيد لحق المغرب في تبعية إقليم الصحراء في الوقت الحالي، ورفض الطرح الانفصالي، بسبب مفاوضات الاتحاد الأوروبي لتجديد اتفاقية الصيد البحري، ومعاناتها مع الانفصاليين في كتالونيا.
من جهته، كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشلف الجزائرية، فارس لونيس، أسباب حديث أويحيى خلال لقائه برئيس الحكومة الإسبانية، عن ملف الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وقال لونيس، اليوم الأربعاء 4 أبريل/ نيسان، إن رئيس الوزراء الجزائري أراد التأكيد على قرارات الاتحادين الإفريقي والأوربي، بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والعيش تحت سيادة دولته.
وأضاف لونيس، لـ"سبوتنيك"، أن أويحيى تعمد التأكيد على هذا الحق أمام رئيس حكومة إسبانيا، لعدة أسباب وهي: أن "إسبانيا عضو فاعل في الاتحاد الأوربي. والأهم هو أنها كانت تحتل الصحراء الغربية قبل أن تنسحب منها تاركة المجال للمغرب، وبالتالي تجد نفسها مجبرة على احترام قرار محكمة العدل الأوروبية، الصادر في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2016، بأن الصحراء الغربية ليست جزء من المغرب".
وحدد الخبير الجزائري السبب الثالث وهو: "عدم قدرة إسبانيا على الاستمرار في دعم المغرب التزاما منها بمبادئ الشرعية الدولية، وبموقف الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء الغربية".
وعن علاقة تصريحات الوزير الأول الجزائري، بتلويح المغرب مؤخرا بتحريك جيشها نحو الصحراء، ردا على "استفزازات البوليساريو"، قال أستاذ العلوم السياسية إن الجزائر موقفها ثابت من القضية الصحراوية ولا يتغير، ولا يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف "الجزائر لديها موقف دائم ومستمر في أي مكان أو زمان، بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهذا الموقف لا يتغير ولا يرتبط برد فعل أو تصريح من هنا أو من هناك".
وشدد لونيس على أن أويحيى أراد التأكيد أن الموقف الجزائري تجاه البوليساريو، يتفق مع مبادئ الشرعية الدولية و توجهات الهيئات الدولية والإقليمية التي تنطوي تحتها كل من الجزائر وإسبانيا، فضلا عن التقارير الدورية لمبعوث الأمم المتحدة، وخاصة المبعوث السابق جيمس بيكر وهورس كولر والتي كانت في صالح القضية.
من جانبه، قال المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، إن تصريحات أويحيى تأتي في إطار الحرب الكلامية الدائرة بين المغرب والجزائر، مضيفا أن الجزائر تعرف أن إسبانيا لا تستطيع التأكيد على موقفها الداعم للمغرب في ملف استعادة إقليم الصحراء المتنازع عليه مع إقليم البوليساريو، بسبب مشاكلها مع الانفصالين في إقليم كاتلونيا.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسبانيا قد لا تستطيع أن تفصح بموقفها تجاه ملف الصحراء الغربية في الوقت الحالي، ولكنها في الوقت نفسه لا يمكن أن تتراجع عن موقفها الداعم لتبعية الصحراء للملكة المغربية لأسباب تاريخية.
وذكر الخبير المغربي أن تصريحات رئيس الوزراء الجزائري، التي جاءت بعد أيام قليلة من تلويح المغرب بتحريك جيشها نحو الصحراء، هدفها التمهيد لانتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، المقرر لها30 أبريل/ نيسان الجاري، واجتماع مجلس الأمن الخاص بمناقشة القضية.