ويشكل يوم 18 أبريل/ نيسان 2018 علامة فارقة للجزيرة، فهي المرة الأولى التي يتولى فيها إدارة البلد شخص ليس من أسرة كاسترو.
ويخلف راؤول رفيقه في الحزب الشيوعي، ميغيل دياز كانيل، 57 عاما، الذي يصفه مراقبون بالخليفة المقرر سلفا لرئاسة البلاد.
وعلى الرغم من أن راؤول سيظل يتصدر مشهد البلاد السياسي، إلا أن كثيرين يقولون إن كانيل سيتعين عليه مواجهة تحديات خلفتها ستون عاما من حكمي الأخوين كاسترو.
كيف كانت كوبا قبل ميغيل دياز كانيل؟
بدأ فيدل كاسترو ورفيقه غيفارا عام 1956 حرب عصابات ضد حكومة الجنرال فولجنسيو باتيستا.
أسقط فيدل عام 1959 حكم الجنرال باتيستا، وأدى اليمين الدستورية رئيسا لوزراء كوبا.
وفي عام 1962، تسبب فيدل في أزمة صواريخ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، لموافقته على نشر صواريخ نووية للاتحاد في بلاده.
وتولى فيدل سدة الحكم كرئيس للبلاد 1976، ليحول كوبا لبلد شيوعي كأول دولة في العالم الغربي.
وبرز اسم كاسترو كأحد اللاعبين الرئيسيين في عصر الحرب الباردة.
كان فيدل أطول زعيم ظل في السلطة في نظام جمهوري في العالم كله؛ وتعاقب على حكم الولايات المتحدة خلال ولايته 10 رؤساء أمريكان.
في 1992، توصل فيدل إلى اتفاق تاريخي مع واشنطن بشأن اللاجئين الكوبيين.
وذكرت عدة تقارير أن فيدل تعرض لأكثر من 600 محاولة اغتيال.
راؤول… المرشح الوحيد
كان شقيق فيدل الأصغر، راؤول كاسترو، المرشح الوحيد لخلافة شقيقه المريض.
فبعد تسلم راؤول السلطة بعامين، تنحى كاسترو رسميا عن إدارة البلاد.
في عام 2010، بات راؤول، الرئيس الجديد لكوبا خلفا لشقيقه فيدل الذي استقال من منصبه.
وفي أواخر 2016، أعلنت وفاة كاسترو عن عمر ناهز 90 عاما.
حمل راؤول نفس توجهات شقيقه السياسية والاقتصادية، نظرا للتجربة ذاتها التي خاضها الشقيقان في النضال ضد الأنظمة قبل توليهما إدراة البلاد.
في 1959، أصبح راؤول وزيرا للدفاع منذ أن استلم أخوه فيدل كاسترو الحكم.
أصبح راؤول بعدها نائبا لرئيس الوزراء عام 1962، والنائب الأول لرئيس الجمهورية عام 1972.
ونجحت الحكومة في كوبا في التغلب على عقوبات أمريكية استمرت لأكثر من 50 عاما.
ويعود الفضل للأخوين فيدل وراؤول باستمرار رفرفة الأعلام الحمراء، على أبواب عدو كوبا الأكبر، الولايات المتحدة.
ميغيل كانيل… صاحب الثبات الانفعالي
على الرغم أن كثيرا من المراقبين يقولون إن راؤول سيظل الحاكم الفعلي للبلاد، إلا أنه منذ هذا اليوم سيحكم البلاد شخص لا يتذيل اسمه بلقب "كاسترو".
واختير ميغيل كانيل، الأربعاء 18 أبريل/ نيسان 2018 رئيسيا جديدا للبلاد.
ولطالما حظي الرئيس الجديد، كانيل، بإشادة خلفه راؤول، التي كانت آخرها الثناء على "ثباته الأيديولوجي".
ومع ذلك، سيواجه الرئيس الجديد عقبة أخرى تتمثل في صعوبة حكم كوبا دون خلفية ثورية جسدها زعيما كوبا فيدل وشقيقه راؤول.