وفي عام 1996 كانت الدولتان أقرب ما يكون إلى مواجهة عسكرية بسبب جزيرة "إيما" في بحري إيجة، التي تقع جنوب غربي الساحل التركي، لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، الذي حال دون وقوع كارثة في ذلك الحين، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن الدولتين أصبحتا مجددا على حافة الحرب، التي ربما لا يكون لواشنطن دور في منع حدوثها.
ونوهت المجلة إلى تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الاثنين الماضي 16 أبريل، بأن حرس الحدود التركي أزال العلم اليوناني من جزيرة "إزلت" بعدما وضعه بها يونانيون، في وقت سابق، لكن السلطات اليونانية نفت حدوث ذلك وأكدت وجود العلم في مكانه.
وسبق تلك التصريحات حادث مقتل طيار يوناني بعدما تحطمت طائرته أثناء تنفيذها مهمة قتالية لاعتراض طائرة حربية تركية، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن الطائرات الحربية التركية انتهكت المجلة الجوي اليوناني أكثر من 30 مرة خلال شهر أبريل فقط.
وبينما أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بين على يلدريم برقيات تعازي لرئيس وزراء اليوانان أليكسيس تسيبراس، فإن الرأي العام التركي حمل أنقرة مسؤولية مقتل الطيار في هذا الحادث، إضافة إلى اعتقال تركيا ضابطين يونانيين، الشهر الماضي، واتهامهما بالتجسس.
ولفتت المجلة إلى أن الموقف من تركيا يعد نقطة اتفاق بين الحكومة والمعارضة في اليونان، مشيرة إلى أن ائتلاف اليسار الراديكالي "سيريزا" برئاسة تسيبراس يعتبر أن أردوغان يتصرف مثل سلطان، بينما يقول اليمينيون إن الحكم في تركيا سلطوي ويهدد استقرار المنطقة، بحسب قولهم.
واعتبرت المجلة أن استراتيجية تركيا تجاه منطقة بحر إيجة لن تتغير حتى بعد انتهاء حكم أردوغان، لكنها ألمحت إلى أن تركيا ليست في كامل القوة التي تتوافق مع أحلام إردوغان بعودة الإمبراطورية العثمانية، وأنها ستتخذ كل خطوة ممكنة لمنع التصعيد، رغم أن هناك احتمالات تقول أن المواجهة ربما تكون حتمية في نهاية الأمر.