أن "إسقاط طائرة "إف 16" الإسرائيلية هي نقطة إيجابية تحسب لصالح السلاح الروسي وللأيادي السورية التي أسقطت هذه الطائرة في شباط الماضي وهذا نال من هيبة وسمعة الأسلحة الأمريكية أمام العالم وقد أدركت دول كثيرة أن الروس أكفأ في هذه الأسلحة".
وفيما يخص التطورات الأخيرة في الشمال السوري أوضح البرلماني السوري أن "تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن القوات الأمريكية والفرنسية ستبقى في سوريا لفترة طويلة تمثل ضغطا سياسيا ونفسيا على الشعب السوري وفي ذات الوقت هي ابتزاز مالي للسعودية ودول الخليج فالقصة قصة أموال وليست قصة مبدأ".
وأشار مراد إلى أن ثمة مشكلة أخرى في الشمال السوري يمثلها الوجود العسكري التركي وقال: إن الحلفاء الروس والإيرانيين سيضغطون على تركيا لسحب قواتها من شمال سوريا وإذا لم يكن هناك انسحاب إرادي سيكون هناك قتال مع هذه القوات التركية من قبل الجيش العربي السوري وسيقف معه الحلفاء والأصدقاء.
وقال عضو مجلس الشعب السوري: ليست لدى السعودية قوات ترسلها فالقوات التي تقاتل في اليمن سودانية ومرتزقة من دول أخرى ويمكن اعتبار طرح إرسال قوات عربية إلى سوريا نوعاً من المزاح فقد تحدث وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل قبل أكثر من سنتين عن إرسال قوات إلى سوريا في وقت ليس لدى السعودية قوات تغطي حاجاتها لاستخدام طائراتها وعتادها الحربي ليتم تسخير مرتزقة لهذه المهمة في اليمن.
وحول فرص نجاح مشروع تقسيم سوريا في ظل حديث عن مناطق حكم ذاتي في الجنوب السوري وفي ظل التواجد العسكري الأمريكي في شمال البلاد قال مراد:
أجزم أن إرادة الشعب السوري إرادة موحدة للحفاظ على 185180 كم مربع في دولة موحدة وقد توحدت سوريا تحت الاستعمار الفرنسي بعد أن كانت ثلاث دول وليس هناك شيء اسمه تقسيم في الفكر السوري.
وأوضح عضو مجلس الشعب السوري أن ما يجري اليوم من تحرير لمخيم اليرموك ومناطق أخرى في جنوب دمشق يشكل المرحلة الأخيرة من عملية تحصين دمشق وريف دمشق وبانتهائها وبعودة المواطنين إلى قراهم وبيوتهم ستذهب الخطة العسكرية باتجاهات أخرى من بينها المناطق الجنوبية والشمالية الشرقية.
وقال: ركز الجانب الروسي مؤخراً على إثارة موضوع وجود قوات أمريكية في منطقة "التنف" وفي منطقة شرق نهر الفرات بهدف تظهير هذه القضية على الصعيد الدولي للقول بأن الحكومة والقيادة السورية وبدعم من روسيا ستأتي لتحرير هذه المناطق وبالتالي لن يتسنى إقامة أية كيانات في تلك المناطق فمن يحرر دمشق من أجل أمن دمشق لن يسمح ببؤر قريبة من درعا غير البعيدة عن دمشق.
وحول انعكاسات فشل العدوان الثلاثي على صعيد تسريع وتيرة المصالحات لاسيما بعد تحرير الغوطة الشرقية قال البرلماني السوري:
يمكننا ترك الإجابة لصور أهالي القرى والمدن والمناطق التي شهدت مصالحات وخرج منها المسلحون واستقبالهم وهتافاتهم للجيش العربي السوري ولمؤسسات الدولة السورية وأعتقد أن المصالحات التي تمت في الغوطة الشرقية أهم من مؤتمرات جنيف وسوتشي وأستانا.
وتعليقاً على "انقلاب المزاج الشعبي لصالح الدولة والقيادة السورية بعد نجاح تجربة المصالحات أوضح البرلماني السوري" أن ذلك يرجع للثقة التي تعاملت بها الدولة السورية بذاتها وبقدراتها وقوتها واستيعابها المواطنين الذين حملوا السلاح ضدها وقال:
لقد عاد الكثير من هؤلاء إلى حياتهم الطبيعية ومنهم من التحق بصفوف الجيش السوري ليقاتل إلى جانب الدولة السورية وهذا دفع غيرهم ممن يرغبون بتسوية أوضاعهم لأن يسألوا من سلموا أنفسهم سابقاً إن أصابهم سوء من الدولة السورية فوجدوا أن الدولة تحتضن أبناءها كاحتضان الأم لولدها فكان هناك إقبال أكثر على المصالحات.
وأضاف: لقد عاش آخرون صراعاً مع أسرهم فهناك أم لا تريد لابنها أن يغادر مع المسلحين وتجبره على البقاء معها وهناك زوج أجبر زوجته بقوة السلاح لتغادر معه رغم أنها تريد البقاء في المنطقة التي عاشت فيها وهذا يعود لدور الدولة السورية وثقتها بنفسها وتعاونها مع المواطنين من خلال هذه المصالحات وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة لهؤلاء الذين لجؤوا إلى خيار المصالحة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك دوريات فرنسية تنتشر بشكل محدود في عدد من مناطق شرق نهر الفرات منها حقول "كونوكو" و"الجفرة" و"العمر" الغازية والنفطية وأن ريف منبج شهد أيضاً حضوراً فرنسياً مشتركاً مع القوات الأمريكية في منطقة "عون الدادات" قرب نهر الساجور الذي يفصل بين مناطق سيطرة ميليشيات "قسد" ومناطق النفوذ التركي جنوب مدينة جرابلس شمال سوريا على الحدود مع تركيا.