وشهدت الجنازة مراسم تتواجد في أية جنازة بشرية في اليابان؛ إذ كان الدخان يتدفق في المكان، وقتما كان كاهن سوترا يردد الصلوات، من أجل الانتقال السلمي لأرواح الكلاب التالفة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأرسلت شركة "إيه فن"، وهي المتخصصة في إصلاح المنتجات القديمة، 800 كلب "أيبو" بهذه الطريقة، خلال السنوات الأخيرة، إلى المعبد البوذي كوفوكوجي، والذي يمتد عمره إلى قرون.
ومع توقف شركة "سوني" عن إنتاج كلاب "أيبو"، فإنه يتم إرسالها إلى شركة "إيه فن"، من أجل استخراج أعضائها لزرعها في الكلاب الآلية التي تعاني من أعطال، ولكن قبل اتخاذ هذا الإجراء فإنه يقام لها جنازة تكريمية.
ويرفض بونغن أوي، وهو الكاهن في معبد كوفوكوجي العتيق، الذي عمره 450 عاما في إيزومي، في شرق طوكيو، فكرة إقامة نصب تذكارية للآلات، ويعتبرها أمرا سخيفا، موضحا أن "كل شيء لديه القليل من الروح"، بحسب رأيه.
بينما يقول رئيس شركة "إيه فن"، نوبويوكي نوريماتسو، إنه يشعر بأن الكلاب الآلية لديها أرواح، حتى لو قدر لهم أن يكونوا "متبرعين" بأعضائهم.
وكان الكلب "أيبو" هو أول روبوت ترفيهي للاستخدام المنزلي في العالم، وقادر على تطوير "شخصيته" الخاصة به.
وطرحت شركة "سوني" الجيل الأول من "أيبو" في يونيو/ حزيران 1999، وكان يتمثل في دفعة تتكون من 3000 قطعة تم بيعها في 20 دقيقة فقط، على الرغم من ارتفاع سعر القطعة الواحدة، إذ كان يبلغ سعرها 250 ألف ين (أكثر من 2000 دولار أمريكي).
لكن مع حلول عام 2006، تعرضت أنشطة "سوني" لأزمة مالية، ما جعلها تستغني عن وقف خط إنتاج "أيبو"، لأنه كان مكلفا بالنسبة لها.
وحافظت "سوني" على "أيبو كلينيك"، وهي عيادة متخصصة في إصلاح كلاب "أيبو"، والتي ظلت مفتوحة حتى أغلقت في مارس/ آذار 2014 ، ليلجأ أصحاب الكلاب الآلية اليائسين من بعدها إلى شركة "إيه فن" لإصلاح كلابهم التالفة.
وفي يناير/ كانون الثاني، كشفت "سوني" النقاب عن نسخة جديدة من كلبها الآلي "أيبو"، المتسم بالذكاء الاصطناعي والاتصال بشبكة الإنترنت، ولكنها لم تستأنف إصلاحات الطرازات القديمة.