قال الدكتور محمد الناير، الخبير الاقتصادي والأستاذ المشارك في جامعة المغتربين، إنه "لا يتوقع أن تكون هناك علاقة بين الاتفاقات النفطية بين السعودية والخرطوم وإعلان السودان عن تقييم وضع قواته في اليمن".
وأضاف الناير، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، 9 مايو/ أيار، أن السودان لو أراد منذ البداية أن يساوم على قضية إرسال الجنود إلى الحرب في اليمن مقابل أشياء معلومة لما وصل حال الاقتصاد السوداني لما هو عليه الآن، ونحن كخبراء نقول أن الاقتصاد السوداني قادر على أن ينهض بموارده الذاتية في حال اتباع السياسات الاقتصادية الصحيحة.
وتابع الناير: لو كانت هناك شروط مسبقة لإرسال الجنود إلى اليمن مقابل قضايا اقتصادية وغيرها، أعتقد أن توقيع الاتفاقات النفطية مع السعودية وتصريحات السفير السعودي في الخرطوم تزامنت مع تصريحات الدفاع السودانية بتقييم وضع القوات في اليمن ولا علاقة لهما ببعضهما.
واستدرك: السودان أعلن أنه سيقيم وهذا معناه، إما الاستمرار إذا كان المناخ والظروف مهيآن، أو اتخاذ قرار بالانسحاب إذا كان الاستمرار سيؤدي إلى أشياء كثيرة صعب الرجوع عنها مستقبلا، وإلى الآن لم نر أي شىء على أرض الواقع من تلك الاتفاقات، ولعل اتفاق النفط جاء بعد زيارة وفد سوداني إلى الرياض برئاسة وزير المالية، وجاءت تلك التصريحات بعد عودة هذا الوفد من السعودية، وكذا تحدث السفير السعودي بالخرطوم عن تعاملات تجارية بين البلدين دون سقف.
وأوضح الناير أن الحديث الأهم هو مدى تنفيذ تلك الاتفاقات على أرض الواقع، فقد كانت هناك تصريحات سابقة وكادت أن تكون واقعا، مثل استزراع مليون فدان وإنشاء محطة كهرباء تنتج 1000 ميغاوات في البحر الأحمر وإنشاء بعض السدود، وكلها كانت مشاريع تم التوافق عليها بين الجانبين، لذلك لا يجب أن نتحدث كثيرا إلا على ما يتم على أرض الواقع بالفعل.
وكان سفير المملكة العربية السعودية في الخرطوم، علي بن حسن جعفر، قال إن المملكة ستوقع قريبا مذكرات تفاهم مع السودان في المجالات العسكرية والاقتصادية، إلى جانب استثمارات سعودية دون سقف لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
وأكد السفير جعفر في تصريح لشبكة "الشروق" السودانية، يوم الأحد، أن العلاقات مع السودان الشقيق في أوج عهدها وتطورها ووجدت لتدوم مهما حاول المغرضون التشويش عليها.
وقال جعفر إنها علاقات صامدة ومتجذرة وستشهد في الفترة المقبلة تناميا كبيرا على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدا وقوف الرياض قلبا وقالبا مع الخرطوم.
وشدد السفير السعودي على أن العلاقة مع أهل السودان قيادة وشعبا أزلية ومتجذرة ومتنامية أساسها الأخوة الصادقة والدين واللغة والجوار والتاريخ المشترك، وقال ستظل هذه المبادئ هي أساس علاقتنا وإخوتنا مهما حاول الكائدون.
وأوضح أن التغريدات التي جرى تداولها على نطاق واسع ومنسوبة إلى المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، وحملت إساءة للسودان، "غير صحيحة ومفبركة وتأتي ضمن حملة تستهدف الإساءة إلى العلاقات السعودية السودانية".
وتصاعدت المطالبات بالبرلمان السوداني لسحب القوات السودانية من اليمن وابتدر هذه الدعوات النائبين، عن حركة (الإصلاح الآن)، حسن عثمان رزق وعبد الرحمن الفضيل مطلع أبريل، في أعقاب تغريدات لنشطاء تابعين لجماعة "أنصار الله" على "تويتر" تدعو لقصف الخرطوم بالصواريخ البالستية أسوة بالسعودية.
ومنذ مارس 2015 اتخذ السودان قرارا بالمشاركة في تحالف عسكري تقوده السعودية ضد جماعة "أنصار الله" في اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك.