وحول وجهة الجيش السوري القادمة بعد أن استكمل تحرير الجيوب التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين في دمشق وريفها وفي ريفي حمص وحماة قال المحلل السياسي السوري: "مما لا شك فيه أن هذه الحسابات هي ملك القيادة العامة للجيش العربي السوري وهي صاحبة القرار في تحديد الوجهة التالية لتكون أولوية الجيش في معاركه المقبلة لاستكمال تحرير ما تبقى من أرض لا تزال خارجة عن سلطة الدولة السورية".
وأضاف: "لا شك أن لكل منطقة من المناطق الثلاث حسابات خاصة بها وسيكون اختيار منطقة من هذه المناطق لتكون في البداية هي وجهة الجيش السوري خاضعا لهذه الحسابات وبناء على تقدير عام للموقف ولحسابات كل منطقة من هذه المناطق تتحدّد الأولوية بما يخدم المعارك اللاحقة في المناطق الأخرى".
وتابع: "بكل تأكيد هذه المناطق الثلاث قد تتساوى الأهمية في ما بينها، وسيكون الاختيار لتحديد منطقة من بينها لتكون لها الأولوية أمرا حساسا ودقيقا للغاية ولها تأثير كبير على المعارك اللاحقة لاستعادة سيطرة الدولة على المنطقتين الآخريين".
وأشار العبد الله إلى أن "معركة تحرير المنطقة الجنوبية أسهل من الوجهة العسكرية ولكن لها حسابات سياسية مختلفة تتعلق بالوضع مع الأردن وإسرائيل فيما معركة تحرير إدلب سهلة في بعض مراحلها كما أظهرت معركة تحرير الريف الجنوبي الشرقي منها ولكن لها حسابات خاصة عندما يقترب الحسم من الحدود التركية أما تحرير المنطقة التي تخضع للاحتلال الأميركي فدونها المواجهة الكبرى مع الدول التي كانت وراء الحرب على سورية وبالتالي لها حسابات خاصة وقد يمرّ بعض الوقت لتقرّر القيادة العامة للجيش السوري وجهة عملياتها المقبلة".
ورجحت تقارير إعلامية في وقت سابق أن وجهة الجيش السوري ستكون بعد انتهاء معارك تحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود ستكون باتجاه جبهة الجنوب بعد ورود أنباء عن مساعي غربية وتحركات عسكرية إقليمية لإقامة منطقة حكم ذاتي في تلك المنطقة.
من جانب آخر أشارت أوساط إعلامية سورية إلى أن خيار المصالحات والتسويات في الجنوب السوري ما زال مفتوحا أمام مسلحي تلك المنطقة قبل أن تقرر القيادة السورية وحلفاؤها حسم هذه الجبهة عسكرياً بالرغم من التداعيات الدولية التي قد تفرضها هذه المعركة.