25 أيار 2000..يوم قطاف المقاومين في لبنان وخروج إسرائيل مذلولة

من لم يزر الجنوب اللبناني لن يشعر بالفخر والكرامة التي قدمها المقاومون على مر السنوات لتحرير هذه الأرض التي تجاور فلسطين، تراب الجنوب جبلت بدماء الكثيرين وأهالي قدموا الغالي والنفيس في سبيل الحرية.
Sputnik

ضربة ترامب لسوريا: حلم "عربي" يتحطم عند جدران دمشق
يوم ككل أيام السنة كان ذلك قبل العام 2000 ، لكن هذا التاريخ من السنة بعد الألفية الثانية أصبح يعتبر من الأيام المجيدة للبنان وشعبه وخصوصا لجنوبييه، لا بل و تخطى كل المناسبات التاريخية اللبنانية، 25 أيار هو يوم دحر فيه المقاومون الإحتلال وعملائه وأزال عبء الإحتلال عن كاهل الجنوب وأهله، هو يوم عاد الجنوبي الى مسقط رأسه والى أرضه ليزرعها من جديد، وليتنفس الهواء الذي لطالما كان محروما منه لسنوات طويلة، هو يوم تحقق بفعل التراكمات والسنوات المليئة بإنجازات المقاومة وعملياتها النوعية، بدأت مع الحرس الشعبي وقوات الأنصار وعمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وصولا الى المقاومة الإسلامية صاحبة الإنجاز النوعي والعسكري ضد أقوى جيوش العالم، قدم كل هؤلاء خلال تلك الفترة العديد من الشهداء كان همهم الأساسي والوحيد تحرير الأرض و الإنسان وإستعادة الكرامة.

يوم 25 أيار 2000 ذكرى تحرير الجنوب اللبناني

عرس التحرير

التحرير بدأ في يوم الواحد والعشرين من أيار، بعد أن أعلنت قيادة القطاع الأوسط في الجيش اللبناني الجنوبي(جيش لحد) المرتبط بإسرائيل الإستسلام بفعل ضربات المقاومة المستمرة، و على أثر هذا الخبر زحف الجنوبيون الى الأراضي المحتلة، من البلدات الأولى التي تحررت هي بلدة القنطرة التي لم يدخلها أحد منذ العام 1978 ، وكان ذلك مدخلا لعودة الأهالي الى بلدات الطيبة وديرسريان وعلمان وعدشيت.

في اليوم الثاني امتد موج التحرير ليشمل بلدات جنوبية جديدة انضمت الى قافلة التحرير وهي بلدات حولا ومركبا وبليدا، بالإضافة الى بني حيان وطلوسة والعديسة وبيت ياحون، ولحقت بها كل من كونين ورشاف ورب ثلاثين.

في اليوم الثالث كانت بلدة بنت جبيل وعيناثا أول الغيث ولحقت بها يارون والقرى المجاورة لها،ومن أبرز الأحداث كان اقتحام الأهالي لمعتقل الخيام وتحرير كل المعتقلين،أما اليوم الرابع انتقلت قافلة التحرير لتشمل قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا.

 

ربيع التحرير

لا شك أن التحرير كحدث تاريخي جمع اللبنانيين، حيث احتفل خلاله ابن العاصمة وابن الشمال و الجبل مع ابن الجنوب في لحظة واحدة، متضامنين ومتكاتفين رافعين راية النصر الموحدة أنذاك في طرابلس وبيروت وعاليه، ويهتفون ويرفعون رايات الأحزاب اليسارية والإسلامية التي كان لها دور في المقاومة و صور سيد النصر والمقاومة، كما اكتسب الحزب جمهورا كبيرا في الدول العربية والإسلامية.

يمكن تلخيص ربيع التحرير على أصعدة عدة، أهمها الصعيد التاريخي والسياسي والإجتماعي والإقتصادي، تاريخيا أضاف لبنان الى تاريخه انجازا بارزا وهو تحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي ودحره أقوى جيوش العالم من خلال مقاومة امتلكت العزيمة والإيمان، سياسيا بات للبنان دور مهما بالرغم من صغر حجمه وامكانياته وكما أصبح العدو يحسب ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة، أما اجتماعيا استطاعت المقاومة لفترة من الزمن توحيد اللبنانيين تحت شعار المقاومة لكن هذا الإنصهار الوطني اندثر مع أحداث العام 2005، أما على الصعيد الإقتصادي استرجع لبنان مساحة جغرافية مهمة من أرضه، يمكن من خلالها أن يستفيد اقتصاديا من خلال الزراعة و الصناعة و السياحة، بعد أن كانت تحت الإحتلال الإسرائيلي.

يوم 25 أيار 2000 ذكرى تحرير الجنوب اللبناني

ما بقي من التحرير

تطل مناسبة عيد التحرير هذا العام بمخاض كبير يعم المنطقة بأسرها، فالمقاومة صاحبة الإنجاز التاريخي تقاتل في سوريا باعتبار أن المعركة الحالية حاسمة لصد وتثبيت المحور الممانع، اجتماعيا لم يكتمل التحرير في الجنوب اللبناني بالكامل، فتحرير الأرض ليس كافيا بدون تحرير الإنسان و تأمين ما يلزمه، فشلت قوى المقاومة في جعل الجنوب بديلا للمواطن من خلال إقامة المشاريع الإقتصادية والزراعية وتطويرالمنطقة الجنوبية لحث الجنوبي الصمود في أرضه، فشل حزب الله من جعل مناسبة التحرير مناسبة جامعة لكل اللبنانيين يحتضن من خلالها كل الأطياف السياسية المتنوعة التي كان لها حصة في المقاومة والتحرير.

أخيرا يتبادر الى ذهن كل مواطن عاش عرس التحرير والمقاومة سؤالا لا بد الإجابة عليه وهو: هل الجيل الحالي والقادم سيبقي للمناسبة أثر أو طعم ؟ وهل ستبقى المقاومة مشروعا وطنيا؟ السنوات القادمة وحدها كفيلة على الإجابة

مناقشة