ونقلت صحيفة "اليوم" عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الجنرال عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة المغربية أشرف بنفسه، على المناورات، لافتة إلى أن المناورات الأخيرة قامت بها وحدات عسكرية جوية وأرضية، استعملت ذخيرة حية في الليل والنهار، إلى جانب قوات خاصة لقيادة الدفاع في المناطق الحدودية لمواجهة أي هجوم، عبر القيام بهجمات مضادة محدودة في الزمان والمكان وغارات جوية دقيقة.
وأوضحت المصادر أن هذه المناورات الأخيرة بلغت درجة عالية من الاحترافية، لدى قوات الجيش والوحدات الخاصة على جميع المستويات، وأظهرت أنها تتمتع بكفاءة عالية بفضل نجاعة وجودة التدريبات التي تستفيد منها، كما أكدت استعداد مختلف العناصر وجميع وحدات ومكونات القوات المسلحة الملكية المغربية لأي عدوان محتمل.
وتشهد الأزمة المغربية مع جبهة البوليساريو تصاعدا ملحوظا على الصعيد الميداني، إذ أصدرت مفتشية القوات المسلحة الملكية، أوامر عليا، لتحرك عناصر الجيش إلى مناطق جديدة قريبة من المنطقة العازلة في الصحراء، أهمها المعبر الجديد الذي افتتحته موريتانيا تحت مسمى "شوم تندوف"، وفقا لصحيفة "المساء" المغربية.
وأضافت الجريدة أن وحدات للمشاة، معززة بفرق الدرك الحربي، وصلت إلى هذا الحيز الجغرافي بعد "الأعمال الاستفزازية" الأخيرة التي قامت بها البوليساريو في تيفاريتي، شرق المنظومة الدفاعية للصحراء المغربية، وتبين أن الأمر يتعلق مجددا بخرق سافر لوقف إطلاق النار بدأ من على الأراضي الخاضعة للسيادة الجزائرية"، على حد قول الصحيفة.
وأعطت القوات المسلحة الملكية تعليمات إلى الوحدات العسكرية بكل من شبه القطاع العسكري "بئر الكندوز" ونظيريه "تشلا" و"أوسرد" للرد بحزم على أي استفزاز ينم عن التحرش بالعسكر المغربي أو بنياته، على طول الحدود مع الأراضي الموريتانية.
وكانت "البوليساريو"، أقامت يوم الأحد، احتفالات عسكرية في منطقة تفاريتي شرق الجدار العازل تخليدا لما تسميه "الذكرى الـ45 لاندلاع الكفاح المسلح" بحضور زعيم الجبهة الأمين العام إبراهيم غالي.
وتنازع "البوليساريو" المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية قائم رسميا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.
ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.