وأجرت وكالة "سبوتنيك" مقابلة مع العازف الموهوب حول فنه المميز وحياته ومواقفه السياسية من البلدان، التي يرتبط بها، بالإضافة إلى حبه الخاص للكمان.
ومالكيان على دراية كبيرة بالثقافة الروسية، وزار روسيا 3 مرات.
وقال العازف: "موسكو — مدينة رائعة… ومثلي الأعلون أغلبيتهم من عازفي الكمان الروس. إن أفضل مدرسة كمان تقليدية توجد في روسيا، لذلك فأنا أعرف جيدا ثقافة وموسيقى وفناني هذه البلاد، لكني أود أن أتعرف أكثر على هذه البلاد الرائعة".
وغالبا ما يطلق على حفلات العازف اسم الجنون العظيم وعيد الحرية المطلقة. ويشمل حفل الموسيقار في روسيا مؤلفاته الخاضة وأعمال الملحنين الكلاسيكيين، مثل باخ وموزارت وباغانيني، بالإضافة إلى موسيقى الفنانين المعاصرين، بما في ذلك راديوهيد وليد زيبلين وديفيد باوي وجيمي هندريكس.
ويحكي ماليكيان من خلال هذا المزيج قصة كمانه، الذي لا يملك قيمة مادية، لكنه هام بالنسبة لأسرته، لأنه الآلة الموسيقية التي أنقذت حياة جده.
ويذكر أن والده كان معجبا بالكمان وأجبره على العزف منذ الصغر، لكنه يعترف بأن العزف باجتهاد ليس النشاط الأكثر صحية للأطفال، لأنهم في هذا العمر يجب أن يلعبوا. وأشار إلى أنه حاول تعليم ابنه، البالغ من العمر 4 سنوات، لكنه رمى بها. وأكد أن التعليم يجب أن يكون من خلال اللعب، كما أن بدء العزف على الكمان مع الأصدقاء والزملاء أكثر متعة، والعزف المثالي أمر ثانوي فمن الأهم أن يحصل الطفل على المتعة.
وقدم عازف الكمان أول حفل موسيقي له، عندما كان عمره 12 عاما فقط.
وأضاف "ربما كنت حينها عازف الكمان الوحيد في لبنان. وبفضل هذا الحفل أحببت الكمان والمسرح".
ووفقا لماليكيان، ليس هناك أسرار للنجاح، لكنه يتطلب الكثير من العمل، فيما يتعلق بكل مجالات الحياة وليس العزف على الكمان فقط. ويعترف أيضا بأن النجاح هش للغاية، ومن السهل خسارته.
وقال: "الحب هام جدا. من الضروري أن تحب ما تفعله. كما أن الشخصية هامة، يجب أن يستوحي الشخص من أمثلة أخرى، لكن لا يحاول تقليد أحد. من المهم أن تبحث عن صوتك وشخصيتك وطريقتك الخاصة لنقل فنك إلى الجمهور".
وقد ولد ماليكيان في لبنان. وعاش في ألمانيا وبريطانيا والصين، لكنه قرر الاستقرار في العاصمة الإسبانية مدريد.
وتابع ماليكيان "لقد أعجبتني الحياة اليومية في هذه البلاد. لقد ذكرتني بالوقت، الذي كنت أعيش فيه في لبنان، أي أسلوب حياة سكان البحر المتوسط. أنا أقيم في إسبانيا منذ أكثر من 20 عاما وأشعر بالسعادة، لكني أشعر أنني في بيتي في كل مكان. واليوم أنا في موسكو ويمكنني أن أتخيل بسهولة أنني أعيش هنا. إن كنت أحب ما أقوم به ولدي علاقات جيدة مع الناس، يمكنني العيش في أي مكان".
ويدافع عازف الكمان عن فكرة غياب الحدود بشكل كامل، وخاصة بين كاتالونيا وإسبانيا.
أما بالنسبة للبنان، فإن ماليكيان يرى أن الوضع في البلاد مشجع للغاية، قائلا: "هذه البلاد تمر بمرحلة سلام، لكن هذا السلام هش للغاية. لقد عانت البلاد كثيرا خلال الحرب الأهلية، ما يشبه كثيرا ما يحدث الآن في سوريا. ومن الضروري الآن الحفاظ على الانسجام بين مختلف الجماعات العرقية والدينية".