وقال عالم اللسانيات الشهير، نعوم تشومسكي، خلال الورشة التي حملت عنوان "اللغة في الكون": إنه إذا قامت الكائنات الذكية بزيارة الأرض، فستعتقد أن البشر جميعهم يتحدثون اللغة نفسها.
مشيرا إلى أن القواعد النحوية الشاملة لا يمكن تمييزها بالنسبة للأذن الغريبة الأخرى.
وأضاف أحد العلماء المتحدثين في الورشة: في حال كان للكائنات الفضائية لغة، فهل ستكون شبيهة بلغتنا؟ هذا هو السؤال الأهم.
من جهته قال غونزالو مونيفار من جامعة لورانس إن الكائنات الفضائية تمتلك أدمغة مختلفة عن البشر، في حال كان لديها أدمغة أصلا، وبالتالي ليس هناك ما يضمن أنها ستفهم أي اتصال من الأرض.
وشهدت ورشة العمل جدالا بين العلماء حول فكرة أنه بسبب وجود قواعد عالمية على الأرض، فإنه لا يوجد ما يمنع من وجود هذه القواعد في لغات خارج كوكبنا.
واقترح آيان روبرتس وزملاؤه أن عملية "الدمج"، التي تجمع بين الكلمات الفردية وتكررها مرارا لتشكيل جمل معقدة، يمكن العثور عليها أيضا في اللغات الكونية، مشيرا إلى أنه من خلال نقل رسائل إلى الفضاء، فإن العملية تشبه الرياضيات.
بدوره قدم العالم دوغلاس فاكوتش شرحا حول فكرة استخدام الرياضيات كلغة أساسية مشتركة.
وقال: إن فكرة استخدام الرياضيات كلغة أساسية مشتركة ليست مضمونة أيضا، كما يتضح من الأبحاث التي جرت حول التفسيرات الخاصة برسالة مركبة "فوياجر"، وحتى قبل إطلاقها كانت هناك شكوك حول ما إذا كانت حضارات أخرى قادرة على تفسير الرسالة الموجودة عليها بشكل صحيح، فإذا كان هذا الأمر يربك البشر، فكيف يمكن للآخرين الذين ليس لديهم خلفية ثقافية مشتركة معنا أن يفسروها.
وأضاف: بالطبع قد تعتمد الإجابة على معضلة كيفية حدوث الاتصال الأول، ومن المتوقع أن يكون عن بعد، والذي قد تناسبه الرياضيات في البداية، ولكن في نهاية المطاف سيكون علينا تجاوز ذلك، فمثلا كيف يمكننا التعبير عن العواطف أو المشاعر رياضيا؟
اللغة لديها قدرة أكبر على نقل المشاعر، ولكنها أيضا لديها مشكلاتها الخاصة، فسوء الفهم شائع حتى بين المتحدثين باللغة الإنجليزية من خلفيات ثقافية مختلفة.
وختم فاكوتش حديثه: ربما لا تكون الرياضيات ولا اللغة مناسبة، إذن كيف نفعل ذلك؟ نحن في منعطف صعب حيث لدينا أسئلة أكثر من إجابات، ففي فيلم "الوافد" لعام 2016، أصبحت البطلة وهي لغوية، قادرة على التواصل مع الأجانب الزائرين بعد الكثير من النضال، فإذا جاء ذلك اليوم سنضطر إلى التوصل إلى حلول ربما باستخدام لغة سريعة، لذلك هناك حاجة ماسة إلى هذا النوع من الورش لتقييم موقفنا من العلم، فقد نحتاج إلى الحل في وقت أقرب مما نعتقد.