ورجح العميد مقصود أن تشمل العملية العسكرية للجيش السوري في الجنوب الاتجاه الشرقي من مدينة درعا وباتجاه كفر شمس والريف الجنوبي لمدينة القنيطرة أي "الشريط الممتد من كفر شمس وتل الحارة من الريف الجنوبي لمدينة القنيطرة وصولا إلى الريف الشرقي لدرعا وإلى السويداء، وستهدف العملية لتحسين المواقع العسكرية والخطوط الدفاعية بما يفرض صيغة جديدة على الفصائل التي تسعى للتسويف والمماطلة وتأخير العملية العسكرية وتعطيل العملية السياسية.
ورأى العميد مقصود أن هناك ترابط عضوي بين ما يحدث في الجنوب السوري وفي البادية السورية، إن كان على محور تل أصفر ومنطقة المشيرفة ووصولا إلى قاعدة "التنف"، أم ما يحدث في محيط البوكمال من هجومات متكررة على مواقع الجيش السوري، التي كان آخرها استهداف لموقع عسكري سوري في قرية الهري، مضيفا: كل هذه الاعتداءات هي محاولة لتأخير وتأجيل العملية العسكرية باتجاه الجنوب السوري لكي لا يتم إغلاق العمق الحيوي، وقطع الحبل السري الذي يربط قاعدة "التنف" بالمجاميع الإرهابية المسلحة في حوض اليرموك والمرتبطة بالكيان الإسرائيلي حيث تشكل الجماعات المسلحة ذراعا ومخلبا لهذا الكيان.
وتابع العميد مقصود بالقول: إن الاعتداء الذي تعرض له موقع عسكري سوري بمنطقة الهري بمحيط البوكمال صباح الاثنين نفذته طائرات فرنسية، موضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية استدعت مؤخرا حليفها الاطلسي "فرنسا" ووضعت قواته في قاعدة بمحيط حقل البوعمر شرق الفرات ومن ثم اعقبها قدوم قوات ايطالية، وبالتوازي حصل هناك توافق وتفاهم لتخفيف حدة التوتر في العلاقات الامريكية التركية، ليبدأ هذا السيناريو لرسم خارطة الطريق في منبج غرب الفرات باعتبار ان تركيا ايضا عضو في حلف شمال الاطلسي، مضيفاً: لقد "نفى البنتاغون قيام القوات الامريكية بتنفيذ اي ضربات على منطقة الهري لتتكشف الحقائق بان الطائرات الفرنسية هي من نفذ هذه الاعتداءات ولكن بقيادة التحالف الدولي الذي تقوده امريكا، لذلك هناك محاولة لإضفاء صفة اطلسية على هذه القوات لتسهيل الحضور والدور الامريكي في مواجهة الاستحقاقات التي قد تفرضها في اي لحظة، مواجهة مع المقاومة الشعبية، ومن هنا تروج الولايات المتحدة لوجود قوات ايرانية ضمن صفوف هذه المقاومة، وتريد من ذلك تقديم صورة لأي صدام مع هذه المقاومة على أنه صدام بين قوات ايرانية وقوات اطلسية، ما تعتقد أنه سيساعدها بإنجاز ما فشلت في تحقيقه عندما انسحبت من الاتفاق النووي مع ايران وعندما امتنعت الدول الأوروبية من الانجرار خلفها في الانسحاب من الاتفاق النووي.