قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي محمد نبيل عبد الله إن الأحكام القضائية الصادرة في حق نشطاء الريف قاسية، وأضاف في منشور له عبر حسابه على فيس بوك، أمس الأربعاء 27يونيو/حزيران، أن "حزب التقدم والاشتراكية يعتبر الأحكام لن تسهم في إذكاء جو الانفراج الذي نتطلع إلى أن يسود في بلادنا، ونأمل بقوة أن يتم إعمال كافة سبل المراجعة القانونية والقضائية الممكنة بالنسبة لهذا الملف بِمَا يمكن من ضخ النفس الديمقراطي اللازم في الحياة السياسية الوطنية".
وعقب هذا التصريح انهالت التعليقات المطالبة بمحاكمة عبد الله لتسببه في حراك الريف، فقال مصطفى مين، من مدينة مراكش إن "السؤال الذي يبقى مطروحا في هذه البلاد العجيبة، هو كيف لم يتم محاسبة من تسببوا في تأخير المشاريع بالريف، وتمت محاكمة بقرون من السجن من قام بفضح التأخير، اشكالية غربية، في بلاد قيل عنها أنها دولة الحق والقانون".
فيما علق يوسف العمرني، من الرباط، على تصريح الوزير السابق قائلا "أريد فقط تذكير أنكم اعفيتم من مهامكم كوزير على خلفية حراك الريف، إذن لديكم انتم وباقي الوزراء والمسؤولين الذين تم اعفاؤهم المسؤولية الرسمية في هذه الازمة، اطرح السؤال كيف لكم أن تتمتعوا بالحرية و بمعاشات ضخمة بينما نسجن الشباب الذي طالب بحقوقه ؟".
وكان ملك المغرب محمد السادس، قد أقال عبد الله من حكومة العثماني في أكتوبر/ تشرين الأول، بسبب عدم تنفيذ مشاريع تنموية بمنطقة الحسيمة شمال المغرب، وإخلال وزارته بشروط الاتفاقية التي وقعها أمام الملك قبل سنتين في إطار مخطط المنطقة.
ومن جانبه المحلل السياسي المغربي رشيد لزرق إن تصريح الأمين لحزب التقدم والاشتراكية، يمثل قمة استغباء الشعب المغربي، و تسفيه المؤسسات، مضيفا لـ"سبوتنيك" أنه ظن أن انتخابه لولاية الثالثة بحزب التقدم والاشتراكية (حزب الشيوعي المغربي) تبرئة له من تقصيره في تنمية منطقة ريف الحسيمة الذي تسبب في اندلاع حراك الريف.
وهزت احتجاجات ما يعرف بـ"حراك الريف" مدينة الحسيمة ونواحيها (شمالي البلاد) على مدى أشهر ما بين أكتوبر 2016 ويونيو 2017، وكانت المظاهرات الأولى خرجت في مدينة الحسيمة احتجاجا على مقتل بائع السمك محسن فكري، الذي صادرت السلطات المحلية في 28 أكتوبر 2016 داخل ميناء مدينة الحسيمة، كمية من الأسماك كان يبيعها، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده، و كخطوة احتجاجية صعد محسن ورفاقه إلى شاحنة القمامة لمنع عملية إتلاف السلعة. غير أن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن بالرغم من علمه لوجود الشباب هناك، و قد تمكن أصدقاء محسن فكري من القفز و النجاة من الموت.
وأشار لزرق إلى أن الخطير ليس الخطأ بل رفض الاعتذار وتبرير الخطأ، مفسرا بأن رئيس حزب التقدم والاشتراكية ظن أن انتخابه لرئاسة الحزب للمرة الثالثة يمكنه من التنصل من مسؤوليته التقصيرية، والعودة لمباشرة النشاط السياسي دون أن يقدم اعتذارا سوى إلقاء التهم على غيره.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن موقف عبد الله من الأحكام التي صدرت على نشطاء حراك الريف، لا يفعلها ذلك بدافع إصلاح الأمور، وتنقية الأجواء وتطهير النفوس بل في سبيل جني أرباح سياسية من ذلك، لافتا إلى أن نبيل بنعبد الله لم يفوت فرصة المزايدة على القضاء، و يلعب على كيفية العودة لدائرة الضوء في محاولة منه لإنكار مسؤوليته فيما حدث.
وكشف الخبير المغربي أن موقف الوزير السابق لا يعبر عن اقتناعه بمشروعية الحراك، ولا عن تضامنه مع أهالي النشطاء كواجب أخلاقي، وإنما ليجني أرباحا سياسيّة.
وتضمنت مطالب حراك الريف ربط إقليم الحسيمة بخط السكك الحديدية، وربطه بالشبكة الوطنية للطرق السيارة، والتسريع في إتمام أشغال الطريق الرابطة بين تازة والحسيمة"، إلى جانب "توسيع مطار الشريف الإدريسي بالإقليم، وفتح خطوط جوية جديدة بأسعار مناسبة"، و"فتح خطوط بحرية جديدة بين الحسيمة وأوروبا لتسهيل عملية العبور.