واعتبر الدكتور دنورة في حديث لوكالة "سبوتنيك" أن: تصريحات دي مستورا لربما تُفهم من قبل الإرهابيين —على الأقل- كدعوة لفبركة مسرحية كيميائية على غرار ما جرى في مدينة دوما، بهدف الضغط على الحكومة السورية لوقف عملياتها في ضرب "جبهة النصرة" وحلفائها في بعض البلدات والمدن التي تسيطر عليها بريف المحافظة.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا قال بتاريخ 27 يونيو/حزيران الجاري، "لن نسمح بتحول الجنوب السوري إلى غوطة شرقية أخرى".
وقبيل الإعلان عن "مسرحية استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية شهر مارس/آذار الماضي بأيام قليلة، نقلت وسائل الإعلام عن دي مستورا إعلانه أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية قد يجعلها حلب ثانية، "ونحن تعلمنا، كما أرجو، دروساً من ذلك".
وسبق للمبعوث الأممي أن أطلق في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مبادرة "شخصية" حول إقامة منطقة "حكم ذاتي" في مناطق سيطرة تنظيم "جبهة النصرة" في أحياء حلب الشرقية التي شهدت سلسلة من "مسرحيات الكيميائي"، الأمر الذي رفضته الأوساط السورية مؤكدة أن مثل هذه المقترحات لـ"تقسيم سوريا" لا يمكن القبول بها.
وكانت مصادر ميدانية كشفت لوكالة "سبوتنك" مؤخرا أنه تم رصد تحركات لعناصر "منظمة الخوذ البيضاء" في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي "المحظور في روسيا" بريف محافظة درعا، مشيرة إلى أنه في العديد من الجبهات التي فتحها الجيش سابقا، تركز دور هذه المنظمة على فبركة المسرحيات "الكيميائية" ليصار إلى اتهام القوات المسلحة السورية بتنفيذ هجومات كيميائية ما استجلب التدخل الخارجي وشن العدوان على سوريا من الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لإنقاذ أدواتها الإرهابية على الأرض، ولم تستبعد المصادر أن يكون وجود هؤلاء العناصر مقدمة لفبركة مسرحية جديدة من هذا النوع.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال مقابلة مع صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية مؤخرا أن بريطانيا قدمت دعماً علنياً كبيرا لمنظمة "الخوذ البيضاء" التي تشكل فرعا لتنظيم "جبهة النصرة " في سوريا، معتبرا أن تلك المنظمة "أداة تستخدمها بريطانيا"، مضيفا أن لندن وباريس وواشنطن "فبركوا الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما".
وارتبط دور "الخوذ البيضاء" خلال سنوات الحرب على سوريا بفبركة تمثيليات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في العديد من المناطق، مع محاصرة الجيش السوري لمعاقل المسلحين فيها بمحاولات لانقاذ المجموعات الارهابية، وللحيلولة دون إحباط مخططات ومشاريع دول العدوان على سوريا.