وقال الخبير السوري، في مداخلة مع برنامج "بين السطور" عبر إذاعة "سبوتنيك" أن "الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم تعد الأولى عالميا من نوعها، لكنها الأضخم.
وحول هدف واشنطن من إجراءاتها الاقتصادية الأخيرة، أوضح الخبير الاقتصادي، أن "الولايات المتحدة اعتمدت سياسيات انتقائية أو الحمائية النوعية؛ لتقليل عجز الميزان التجاري —الصادرات والواردات- باعتبار الصين أكبر مصدر لها، فضلا عن كون الصين هي المدين الثاني للولايات المتحدة بعد البنك الفيدرالي الأمريكي "مؤسسة خاصة".
وأشار إلى محاولة واشنطن لتخفيف حدة الهيمنة الصينية على الاقتصاد الأمريكي، فضلا عن توسع بكين الاقتصاي غير التقليدي في آسيا وأفريقيا، وهذه الأسواق تعتبرها واشنطن احتكارا لها —وفق تعبيره.
وحول إمكانية تحالف الاتحاد الأوروبي والصين ضد سياسات ترامب الاقتصادية، استبعد الدكتور حيان سليمان، الخبير الاقتصادي السوري، حدوث تحالف بين الصين والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن لعدة أسباب منها؛ أن الاتحاد الأوروبي المهدد بالانقسام ليس لديه كلمة اقتصادية حاليا على الساحة العالمية، ثانيا ارتباط دول أوروبا بشكل هيكلي مع الاقتصاد الأمريكي، واصفا الاتحاد الأوروبي بأنه أعجز من أن يغرد خارج السرب الأمريكي، بحسب قوله.
وحول انعكاس الحرب التجارية على العلاقات السياسية بين الدول الكبري، أشار إلى إن الاقتصاد والسياسية الآن ليسا وجهين لعملة واحدة كما قال كارل ماركس، ولكن العلاقة بينهما جدلية.
وعن التوازنات الاقتصادية حول العالم، تحدث الخبير الاقتصادي عن ظهور ما يسمى بالقوس الآسيوي، الذي يمتد من روسيا إلى الصين، مرورا بالهند، وصولا إلى ايران، معتبرا أن هذه الدول الأربعة ساهمت في ارتفاع معدل النمو الاقتصادي العالمي، خلال السنوات الخمس الأخيرة بأكثر من 50%، فضلا عن تحقيقها فائضا كبيرا في الميزان التجاري مع دول الأطلسي.
وتابع: "هناك دول اقتصادية ناشئة —البريكس الخمس- بدأت تشق طريقها لتصبح قوى اقتصادية كبيرة، وهذه الدول أعلنت البدء في تنفيذ خط الحرير الذي يضم الصين، روسيا، إيران، سوريا ومصر، متوقعا حال الانتهاء من طريق الحرير، تقدم الاقتصاد الصيني ليحتل بعدها المركز الأول عالميًا عام 2022، بعد أن أزاح ألمانيا 2009 واليابان 2010 من طريقه".
ودخلت الرسوم الأمريكية الجديدة، على واردات من الصين حيز التنفيذ عند الساعة 12.01 من فجر الجمعة الماضية، ما ينذر بانطلاق حرب تجارية بين الرئيس دونالد ترامب والصين رغم مخاوف الشركات والمستثمرين.
وتفرض الولايات المتحدة تعرفات بنسبة 25% على ما قيمته من 34 مليار دولار من المعدات والإلكترونيات والأجهزة المتطورة المصنّعة فى الصين من بينها سيارات.