راديو

هل يكرر ترامب سيناريو القدس مع الجولان السوري المحتل بفرض سيادة إسرائيل عليه؟

ضيف الحلقة: من دمشق- أستاذ العلاقات الدولية، الدبلوماسي السوري السابق، الدكتور بسام أبو عبد الله؛ تعليق: البروفيسور بوريس دولغوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية العلوم الروسية، أستاذ محاضر في العلوم التاريخية
Sputnik

يناقش الكونغرس الأمريكي هذه الأيام وبشكل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية مسألة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، تأتي هذه الخطوة الخطيرة بعد لقاء الرئيسين بوتين وترامب في هلسنكي، وخاصة أن الرئيس بوتين كان قد صرح أنه لابد من إعادة الوضع في الجولان السوري المحتل إلى ما كان عليه قبل عام 1967 وتطبيق القرارات الدولية المتعلة به، لكن يتضح أن الولايات المتحدة أو بعض القوى فيها تسعى لأن تعقد الأمر وتقطع الطريق على أي تطور في هذا الاتجاه حتى لو اتفق عليه الرئيسان ترامب وبوتين ضمناً ، لأن الرئيس بوتين حكماً لم يصرح عن هذا الأمر من فراغ أو بدون مستند.

خلال مؤتمر في الكونغرس: حان الوقت للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان

وكان قد كتب المركز الأورشليمي الذي يتخذ من مدينة القدس مقرا له على موقعه الإلكتروني، أن الكونغرس الأمريكي سيعقد ندوة تحت عنوان "أفق جديد في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: من نقل السفارة إلى القدس وحتى الإعتراف بالسيادة الإسرائيلية في هضبة الجولان"، بزعامة عضو الكونجرس، رون ديسانتس من الحزب جمهوري.

جاءت الندوة بدعوة من الدكتور دوري جولد، رئيس المركز الأورشليمي لشؤون الدولة والمجتمع، وهو مدير عام وزارة الخارجية السابق، حيث تناقش الندوة مدى أهمية الإعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل  بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، وهو الأمر الذي ناقشه جولد في ندوة مشابهة في موسكو، في شهر فبراير/شباط الماضي، من طرفه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال: كل جندي سوري يوجد في المنطقة يعرض حياته للخطر.

ماهي تداعيات وخطورو هذه الخطوة ؟

ماهي الدوافع الحقيقية لها وإرتداداتها على المستوين الإقليمي والدولي؟

هل تاتي هذه الخطوة بالفعل في اطار مايسمى بصفقة القرن؟

ماهي القيمة القانونية لمثل هذه الخطوة بالنسبة للقانون الدولي؟

كيف ستتعامل روسيا مع هذا التطور الخطير والذي قد يذهب بالمنطقة ككل إلى المجهول في حال وصل لمرحلة التصادم وليس مع سورية فقط؟

بوتين: بعد القضاء على الإرهابيين في سوريا يجب تسوية الوضع حول الجولان

هل نحن على أبواب مواجهة حتمية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي خاصة بعد عودة سيطرة الدولة السورية على أراضيها المحاذية للجولان السوري المحتل على الأقل سياسية دبلوماسية إن لم تكن عسكرية ؟

البروفيسور بوريس دولغوف ، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية لدى الأكاديمية الروسية للعلوم ، أستاذ محاضر في العلوم التاريخية ، علق على هذا الموضوع قائلاً:

نشهد الآن إتجاها نحو الترويج النشط للمصالح الإسرائيلية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. هذا يعتبر إستمرار للقضية  التي بدأت بنقل عاصمة إسرائيل إلى القدس ، والإعتراف بهذا القرار من قبل الولايات المتحدة ونقل سفارتها إلى القدس.

إسرائيل تتصرف بشدة وحزم وتستغل حقيقة أنه بعد وصول ترامب ، بدأت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل في جميع الإجراءات. لكن نحن نعلم أنه وفق قرار الأمم المتحدة ، يعتبر الجولان أرض  محتلة من قبل إسرائيل  ، وكان هناك أيضاً قرار من الأمم المتحدة يخص إعادة هذه الأراضي إلى سوريا.

يجب أن نعترف بأن الأمم المتحدة أصبحت الآن تحت تأثير سياسة الولايات المتحدة ، رغم أن بعض أعضاء الأمم المتحدة سيعارضون بالطبع مثل هذا القرار إذا تم تبنيه إلى ذلك من قبل أعضاء في الكونجرس الأمريكي. ولكن بسبب النفوذ الكبير للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ، فهنا يمكن أن نتوقع إجراءات مؤيدة لأمريكا وإسرائيل من قبل هذه المنظمة الدولية.

محلل سياسي: بعض الأشخاص عرضوا بيع الجولان لإسرائيل مقابل حكم سوريا

سياسة روسيا الآن مدروسة جيداً. روسيا تأخذ بعين الإعتبار المصالح الأمنية لإسرائيل في النزاع السوري وحقيقة أن روسيا لا تريد أن ترى أي صدام  مواجهة  مباشرة في الصراع السوري بين إسرائيل وإيران ، وبين  وإسرائيل والجيش السوري. روسيا تتعامل مع هذا الأمر بشكل مرن. وأعتقد أن سياسة روسيا سوف تستمر في هذا السياق. إن قرار أعضاء الكونغرس الأمريكي حول إمكانية الإعتراف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل سوف يؤدي إلى تفاقم الوضع في الشرق الأوسط. لأن سوريا وحلفائها سيعارضون ويواجهون هذا الأمر ".

أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق الدكتور بسام أبو عبد الله يرى أنه

"الجولان أرض عربية سورية محتلة ، وهناك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحدد واقع هذه الأرض ، بالرغم من قرارات حكومة الإحتلال الإسرائيلي بالضم أو تغيير الهوية ، وكلنا نتذكر الموقف الوطني المشرف لأهلنا في الجولان  آنذاك ، بكافة الأحوال إسرائيل جزء من الحرب على سورية ، وإشرافها على هذه الحرب ، وكونها جزء من غرفة الموك وقدمت الدعم  لجبهة النصرة الإرهابية ، إعتقدت إسرائيل أن أحد جوائز هذه الحرب أن ينتهي الأمر بسيناريو إضعاف الدولة السورية وعدم وجود حكومة قوية في دمشق ، أو تفتيتها لسورية وتقسيمها مع من سموا أنفسهم  بالمعارضة ، وتأخذ الجولان المحتل كهدية ثم تقيم حزام آمن كما تتصور".

الجيش السوري يعلن السيطرة على تل استراتيجي مطل على هضبة الجولان

وأشار الدكتور أبو عبد الله

"هذه الصيغة أو هذا السيناريو الذي وضعته إسرائيل سقط مع وصول الجيش العربي السوري إلى الجزء المحرر من القنيطرة وبالتالي بالقرب من الجولان السوري المحتل ، هذا سيؤدي إلى تداعيات خطيبرة والسوريون لن يقبلوا بهذا الأمر ، والموقف الروسي واضح جداً ، والرئيس بوتين كان خلال قمة هلسنكي قد تحدث عن هذا الأمر وعن القرارات المتعلقة بهذه القضية بشكل واضح ومفهوم ،ولكن الآن بوجود ترامب والقوة التي يملكها داخل الإدارة الأمريكية وداخل الكونغرس، يمكن أن يتخذ خطوة ويمنحه الكونغرس فرصة للبت كما حصل مع القدس".

وأردف الدكتور أبو عبد الله

"علينا النظر من ناحية واقعية قد يفعل ترامب مثل كما فعل بالنسبة للقدس يأخذ قراراُ دون العودة إلى الإهتمام بالقرارت الدولية بالرغم من وجود الكثير من القرارات الدولية لصالح القدس منذ أربعينيات القرن الماضي منذ حتى الإنتداب الانكليزي على فلسطين المحتلة ، أما بالنسبة لسورية فلا يمكن فرض مثل هذه القرارات وأن حدثت فستلقى رفضاً شعبياً ورسمياً ، ومثل هذا القرار ترفضه روسيا تماماً ، عدا عن أنه مخالف للقانون الدولي ، ووفق القانون الدولي لا يحق على الإطلاق لأي دولة أن تمنح أرضاً محتلة لكيان محتل ، على إسرائيل أن تتوقع مقاومة شعبية ستنشئها الظروف أو مواجهة ليست إسرائيل جاهزة لها  ".

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

مناقشة