تناقش الحلقة تطورات الأزمة في سوريا، مع اقتراب موعد القمة الرباعية بشأن سوريا في أنقرة بمشاركة أوروبية، وعلى ضوء استفحال الخلاف الأمريكي- التركي، واحتمال أن يؤدي ذلك إلى تبدل في موقف أنقرة حيال الأزمة السورية.
هذا وأعربت تركيا عن أملها في التوصل لحل بشأن إدلب السورية مع روسيا. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إنه يأمل أن تتمكن بلاده وروسيا من إيجاد حل بشأن منطقة إدلب في شمال سوريا التي تسيطر عليها قوات المعارضة وتقول الحكومة السورية إنها تهدف لاستعادتها.
وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة "التمييز بين المعارضين المعتدلين والمتطرفين. السكان المحليون والمعارضون المعتدلون منزعجون جدا من هؤلاء الإرهابيين لذلك يتعين علينا جميعا قتالهم".
يأتي ذلك فيما يتصاعد الخلاف التركي الأمريكي بعد أن أنزلت واشنطن سهام عقوباتها صوب تركيا فأصابت العملة التركية "الليرة" في مقتلٍ، وأدت إلى فقدانها 40% من قيمتها.
ولا يستبعد بعض المراقبين عن أن يؤدي التباعد التركي مع الولايات المتحدة إلى تقارب تركي — روسي، قد يفضي إلى مقاربة تركية جديدة لموقفها من الأزمة السورية، لا سيما مع بقاء أبوب الإتحاد الأوروبي موصدة أمام تركيا، في ظل وصول مفاوضات انضمام تركيا للتكتل الأوروبي إلى طريقٍ مسدود، وتنامي الخلافات بين الرئيس التركي وقادة أوروبيين، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ليكون الخيار الأمثل لبلاد الأناضول التوجه شرقًا، والبعد عن المعسكر الغربي.
لكنه أضاف أن تركيا لم تنفذ إلتزاماتها، بل أنها سارعت في الآونة الأخيرة إلى الوصول إلى الأماكن المتفق عليها، للإيحاء بأنها تقوم بتنفيذ هذه الإلتزامات، لكنها واقعاً قامت بإستخدام الجماعات الإرهابية للوصول إلى كثير من الأماكن، ولم تقم بواجباتها في الفصل بين الكيانات و"جبهة النصرة"، والضغط على الأخيرة لإخلاء مواقعها".
وأشار إلى أن الخلاف "الذي إزداد كثيراً بين الولايات المتحدة وتركيا جاء بعد أن كانوا متفقين على ما يجري في سوريا من حرب، وعلى أهداف هذه الحرب، وعلى كيفية إستخدام تركيا فيها أمريكياً. لكن الأهداف التركية بدأت تتمايز عن الأمريكية بعد أن بدأت تركيا تدرك أنها تورطت فيها، وبدأت هذه التمايز من الموقف الأمريكي من العامل الكردي ، فضلاً عن النتائج السياسية لمحاولة الإنقلاب الفاشلة ضد أردوغان".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني