وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، فقد بعث الملك سلمان وولي عهده رسالتين إلى نظيره المغربي يهنئانه فيها بمناسبة ذكرى يوم الشباب المجيد لبلاده.
وأعرب الملك وولي العهد "عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للملك محمد السادس، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق اطراد التقدم والازدهار. وأشادا بالعلاقات المميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة"، وفقا للصحيفة.
وكانت تقارير عديدة تحدثت عن وجود توتر غير معلن في العلاقات بين المغرب والسعودية، بدأت بتغريدات من تركي آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، حول موقف بلاده من دعم المغرب في مونديال 2026.
وقال المسؤول الرياضي السعودي في تغريدة أخرى هاجم فيها المغرب: "هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك". في تغريدة اعتبر البعض أن فيها تلميحا واضحا إلى موقف المغرب من الأزمة الخليجية مع قطر ووقوفه على الحياد.
وحينها استشاط المغاربة غضبا، ودشنوا هاشتاغ #سحب_الجيش_المغربي_من_اليمن حتى تدخل السفير السعودي في المغرب، وقال إن "العلاقات الراسخة والوطيدة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين لا يمكن أن يؤثر عليها مجرد حدث عابر"، مضيفا أن "الأمور قد ضخمت بشكل مبالغ فيه إلى درجة التهويل".
وبعد نحو شهرين ونصف، أدلى تركي بتصريحات جديدة في مقابلة مع شبكة "بلومبرغ" الأمريكية، قال فيها: "أمريكا حليفتنا وطرقت بابنا منذ 2017، ولن نغلق الباب في وجه من طرق بابنا، ولن نرد أمريكا خائبة، ولو على حساب المغرب".
وقد فاز الملف الثلاثي، الذي تقدمت به أمريكا والمكسيك وكندا لاستضافة كأس العالم 2026، وحصل على 134 صوتا مقابل 65 صوتا للمغرب.
وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي، هي السعودية، والإمارات، والأردن، ولبنان، والبحرين، والكويت، والعراق، بينما صوتت 14 دولة عربية أخرى لصالح المغرب على رأسها مصر، والجزائر، وعمان، وفلسطين، وقطر، وجيبوتي، والصومال، ومالي، وموريتانيا، وليبيا، وتونس، واليمن، وجزر القمر، وسوريا.
وأعرب وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، في مؤتمر صحفي، وقتها عن أسفه لما اعتبره "الخيانة التي تعرض لها المغرب من طرف بعض الدول العربية بمناسبة التصويت"، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.
وتزامن ذلك، مع إعلان المغرب، عدم مشاركتها في اجتماع لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة العربية السعودية، فيما يشبه أول رد فعل رسمي على التصويت، وفقا لوسائل إعلام مغربية.
ومؤخرا، قرر الملك سلمان قضاء عطلته الصيفية في مدينة نيوم، بدلا من مدينة طنجة المغربية، في خطوة وصفتها صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، بأنها ضربة قاسية لاقتصاد مدينة طنجة، بسبب حرمانهم من إيرادات تقدر بـ12 مليون يورو هي تكلفة عطلة الملك السعودي وحاشيته لمدة شهر .
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته قبل أسبوعين، أن غياب الملك سلمان يظهر المستوى المتردي الذي توجد عليه العلاقات بين المغرب والسعودية، ناقلة عن متحدث باسم الخارجية المغربية (لم تسمه) أن "العلاقات مع السعودية في أدنى مستوياتها".