وأوضح العميد مقصود أنه بعد نجاح معركة تحرير البادية الشرقية للسويداء، التي يخوضها الجيش السوري والقوات الرديفة في تطهير 2600 كيلومتر مربع من البادية ومحاصرة فلول تنظيم "داعش" في تلول الصفا الاستراتيجية وتحرير أكثر من 70 بالمئة من هذه التلول، توشك معركة البادية على الانتهاء وقد نجح الجيش السوري في وصل الحدود الإدراية الشمالية الشرقية لبادية السويداء مع الحدود الجنوبية الشرقية لبادية ريف دمشق، وطالما أن معركة "داعش" انتهت ولم يعد من قيمة تكتيكية أو استراتيجية يمكن أن تلجأ إليها الولايات المتحدة الأمريكية لاستثمار "داعش"، أو حتى استثمار وجودها في قاعدة التنف، التي باتت محاصرة، وسيطبق الحصار بشكل نهائي عليها مع اكتمال تحرير تلول الصفا الاستراتيجية.
وأضاف العميد مقصود: "داعش" لم يعد لها من قيمة حقيقية في الميدان السوري، لا من حيث استثمار قدراتها لتوجيه ضربات إلى مواقع الجيش السوري، ولا من حيث الاستثمار فيها كذريعة للبقاء الأمريكي تحت شعار مكافحة "داعش"، الذي تتخذه واشنطن كغطاء لضرب المؤسسات الحيوية للدولة السورية.
واعتبر العميد مقصود أن "النصرة" أصبحت اليوم الورقة الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، لأن ما يتم الحديث عنه من قوات العشائر "الحامل لإقامة إمارة للعشائر" المكونة من فصائل "مغاوير الثورة السورية" و"أسود الشرقية" و"شهداء القريتين"، وهي القوى التي تدربها واشنطن وتمولها وتحميها في قاعدة التنف، ولكن هؤلاء أيضا فقدوا قدراتهم القتالية مع حصار قاعدة التنف، التي أصبحت مشلولة بعد سيطرة الجيش السوري على هضبة اللجاة وتحرير البادية وبعد الحصار المطبق على تلول الصفا في البادية الشرقية للسويداء التي تعيش مرحلة السقوط الكامل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن، يوم الإثنين الماضي، أن موسكو تلفت انتباه مجلس الأمن الدولي إلى الإجراءات المدمرة، التي تقوم بها الولايات المتحدة في جنوب سوريا، تحديدا في المناطق "الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة والمعارضة المتعاونة معها"، حيث قامت أمريكا بإنشاء منطقة أمنية في التنف، تشمل مخيم الركبان"، ولا تسمح حتى الآن بوصول موظفي الأمم المتحدة إلى تلك المنطقة وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية، "ولكن المسلحين من هذا المخيم، بما في ذلك "جبهة النصرة" يشنون هجمات دورية على المناطق المحررة في هذا الجزء من سوريا".