ومن هنا شهدنا الجنون الأمريكي المستجد مدعوماً بفرنسا وبريطانيا يتجه نحو تنفيذ سيناريو كيماوي جديد عدت له العدة مسبقاً ليكون الحامل ذاته في عدوان ثلاثي جديد على سوريا على الرغم من كل التحذيرات الجادة والحادة من قبل الحليف الروسي لكل هذه الأطراف من مغبة القيام بهكذا عمل جنوني والذي قد يؤدي إلى وقوع كارثة إقليمية لابل عالمية تضر بالجميع وتخلط الحابل بالنابل.
في ظل هذه التطورات الخطيرة لابد من البحث عن إجابة لعدة تساؤلات محورية تظهر لنا كيف سيكون الموقف والرد السوري في حال تجرأت هذه الدول على تنفيذ أي اعتداء جديد على سوريا وأهمها:
هل نحن أمام سيناريو ضربة مشابهة لما حصل في الشعيرات؟
هل من مشروع أمريكي منفصل؟
هل فقد ترامب السيطرة على قيادة أمريكا ويبحث عن منفذ لنفسه يجلب له بعض قوة الموقف المهتز أصلاً؟
في هذا الظرف روسيا تقود مسعى في موضوع اللاجئين… هل ستنجح أمام سيل التهديدات الأمريكية؟
بالمحصلة هل ستؤدي هذه التطورات إلى إيقاف معركة إدلب وتغيير مسار الأحداث وإلى أي اتجاه؟
هل بات الانفجار الإقليمي أقرب من أي وقت مضى؟
السؤال الأخطر هل ستمرر أمريكا صفقة القرن بضربة على سوريا أو على أي موقع حليف لها؟
الباحث في القضايا الجيوسياسية والاستراتيجية الدكتور سومر صالح يرى، أن هذه التهديدات الأمريكية بضربة عدائية ضد سوريا توضع ضمن ثلاثة احتمالات:
الاحتمال الأول: هو تهديد بعمل عسكري عدائي كامل لقلب الموازيين في المنطقة.
الاحتمال الثاني: هو التهديد الاستعراضي على شاكلة ضربات مطار الشعيرات العسكري في أبريل/نيسان 2017 تعبيراً عن الانسحاب النهائي من الأزمة، والتسليم برؤية وخطة روسيا للتسوية.
الاحتمال الثالث: هو عمل عسكري عدائي عرضي للعودة إلى مسرح التسوية من البوابة العسكرية، ولفرض وجهة نظرها حول جينيف وليس سوتشي.
واستطرد الدكتور صالح:
المتغير الأول: هو إجراءات عزل الرئيس الأمريكي بعد صفعة (كوهين — مانفورت) أي انتهاك قانون تمويل الحملات والتهرب الضريبي لمانفورت.
المتغير الثاني: هو انتخابات الكونغرس الأميركي في تشرين ثاني المقبل.
الحدثان المهمان اللذان يؤثران على هذين المتغيرين هما:
الحدث الأول: "صفعة القرن" لترتيبات السلام المقترحة أمريكياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 19 سبتمبر/أيلول والتي سيطرحها الرئيس ترامب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الحدث الثاني: هو التهديدات الأمريكية ضد سوريا والبيان الثلاثي أيضا ضدها.
وأردف الدكتور صالح:
"بربط الحدثين بالمتغيرين يتضح جلّياً أن هدف الإدارة الأمريكية هو الاستثمار بالضغط العسكري على سوريا إضافة لاستثمار صفعة القرن لتحشيد اليهود والإيباك مع الكتلة الترامبية في انتخابات مجلس النواب الأمريكي تفاديا لحدوث خرق انتخابي يؤثر على مستقبل ترامب سياسياً، وبالتالي البدء بإجراءات العزل إذا نجح الجمهوريين بأغلبية النصف زائداً واحد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تستثمر الإدارة الأمريكية في الضغط عسكرياً على سوريا إعلاميا وبالتحشيد العسكري.
ثانيا لتمرير صفعة القرن بمعنى التهديد بحرب ضد سوريا إذا تمت الممانعة السورية لهذه الصفقة بمعنى تمسك سورية بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقوق الشعب الفلسطيني. فالتهديدات الأمريكية وإن بدت جدية فهي لأغراض انتخابية وسياسية تريدها إدارة ترامب، ولكن، ماذا لو تم عزل الرئيس ترامب حينها تصبح تلك التهديدات بداية لقلب الموازين العسكرية في الشرق الأوسط والاحتكاك مع روسيا بشكل مباشر. وبدأنا نرى إرهاصتها بانقلاب البنتاغون على اتفاقيات هلسنكي بعد 16/7/2018".
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم