تجدد التظاهرات ومطالب بإعلان البصرة العراقية منكوبة

تجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيا جنوبي العراق، في مركزها، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب أكثر من 18 ألف شخص.
Sputnik

ارتفاع أعداد المصابين بالتلوث في البصرة إلى 18 ألفا وتحذيرات من الكوليرا
انطلقت حملات لناشطين من البصرة، الواقعة أقصى الجنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر، وانستغرام"، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر.

 رئيس مجلس عشائر البصرة، الشيخ رائد الفريجي، كشف في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الجمعة، 31 أغسطس/ آب، أن التظاهرات واصلت احتجاجاتها في مركز المحافظة ومنطقة الكرمة، شمالي المدينة، وحصل إغلاق للشوارع وإحراق لإطارات السيارات، ليلا ونهارا.

وأضاف الفريجي، أن التظاهرات مستمرة لأن المتظاهرين لم يلتمسوا من الحكومتين المحلية والمركزية الحلول، فقط المواعيد مع انتشار حالات التسمم، وكذلك نجد أن وزارة الصحة قف مكتوفة الأيدي أمام المصابين من السم في المياه التي سجلت ارتفاع نسبة الملوحة فيها.

ويقول الفريجي:

"نحن نطالب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بزيارة البصرة، لأن الإنسان فيها يتعرض لانتهاكات من قبل حكومة المحافظة والفساد، والمسؤولين فيها الذين تركوا المعاناة والتظاهرات وانشغلوا بالتحالفات والمحاصصات وتشكيل الكتلة الأكبر التي لو تشكلت ستضم الوجوه التي خلقت الأزمة والفساد، وسوف ترجع من خلال هذه الحكومة الجديدة، ويتم مواجهتها بنفس التظاهرات والانتقادات".

ويلمح الفريجي، متوقعا خروج التظاهرات عن سلميتها إذا استمر هذا التسويف للمطالب من قبل الحكومتين الاتحادية والمحلية، معبرا "علما أن اليوم محافظ البصرة أثبت فشله في إدارة المحافظة".

الكشف عن أعداد كبيرة لضحايا التلوث في البصرة جنوبي العراق
واختتم رئيس مجلس عشائر البصرة، بمخاطبة وجهها إلى المنظمات الدولية وحقوق الإنسان لزيارة البصرة وإعلانها منكوبة بسبب فشل سياسات الحكومات والتقاطعات بين الكتل السياسية فيما بينها، ووقع الشعب ضحية إثرها.

أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة 31 أغسطس/ آب، تزايد حالات التسمم من المياه في محافظة البصرة، محذرة من كوارث بشرية مستقبلا نتيجة السم.

وأوضح عضو المفوضية، علي البياتي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، أن حالات التسمم في البصرة، في تزايد، لأنه لم يتم تصفية المياه وتنقيتها، وما يزال المواطنون يحصلون على المياه من صهاريج، كانت تستخدم لنقل مياه الصرف الصحي.

وأضاف البياتي، أن ملوحة مياه نهر شط العرب، التي تصل للمواطنين، تحتاج إلى مشاريع تحلية "RO"، ولا ينفعها "فلتر المياه" المنزلي الخاص بتنقية الماء واستخدامه للشرب والطهي.

ويعتقد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، أن حجم التلوث البيولوجي قليل، لكن ملوحة الماء هي من تترك نتائج تراكمية مضرة في جسم الإنسان أكثر من الأضرار الآن.

من جهته، أوضح موقع البصرة "Bsra" المدون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لمراسلتنا، اليوم، أعراض التسمم للحالات التي تم تسجيلها في البصرة، وهي "مغص معوي، وإسهال، وتقيؤ، ونحول في الجسم".

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء الماضي، 29 أغسطس/ آب، ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي، جراء تلوث المياه في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.

وتشهد محافظة البصرة الغنية بالنفط جنوبي العراق مظاهرات دخلت شهرها الثالث ضد البطالة، وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين، فيما سجلت آلاف الإصابات بالتسمم وبمشاكل في الجهاز الهضمي بفعل تلوث المياه.    

مناقشة