راديو

الخارجية الروسية: النهج الأمريكي في سوريا يصب في مصلحة الإرهابيين ويهدد الأمن الإقليمي

ضيف الحلقة: الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء رضا أحمد شريقي.
Sputnik

الخارجية الروسية: تقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا متواصل
ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أنه لا يمكن التسامح مع بقاء "بؤرة للإرهابيين" في إدلب السورية، وانتقدت تصريحات البيت الأبيض حول "رد أقوى" على استخدام الكيميائي في سوريا مرة أخرى.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، أثناء أول مؤتمر أممي بشأن قانون وسياسة الفضاء، التصريحات التي أدلى بها أمس مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية جون بولتون، بأنها تمثل بكل وضوح "سياسة ابتزاز وتهديد"، مشددا على أن النهج الأمريكي غير البناء في سوريا، يصب في مصلحة الإرهابيين، ويهدد الأمن الإقليمي.

وقال الدبلوماسي الروسي إن التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة أقوى إلى سوريا، والتي وصفها بـ"إظهار العضلات" و"التلاعب الوقح بالحقائق"، تأتي بهدف ابتزاز الدول الضامنة للتسوية السورية، وتحديدا روسيا وإيران، مؤكدا أن موسكو سبق أن اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية استعدادا لأي خطوات من قبل الولايات المتحدة.

وأشار ريابكوف إلى أن هذه التصريحات الأمريكية ليست الأولى من نوعها، مضيفا أن "البعض في الغرب" لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد في سوريا، لكن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك.

وقال: "يبدو لي أن مستجدات الوضع في سوريا ومضي حكومتها قدما في تحرير آخر بؤر الإرهابيين يستدعي معارضة وقلق من لا يهتم بأن تكون سوريا دولة موحدة وسيادية وباستعادة الحياة الطبيعية هناك وعودة اللاجئين إليها.. هذا الأمر غير مقبول بالنسبة للذين يرون في الوضع الحالي فرصة لنسف عملية التسوية مرة أخرى".

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي أن دول الغرب تتجاهل الحقائق التي تقدمها روسيا بشأن التحضيرات الجارية للقيام باستفزاز كيميائي جديد في إدلب، مشددا في الوقت نفسه على أن الحوار بين موسكو وواشنطن بخصوص سوريا مستمر بغية تطبيع الأوضاع في هذه البلاد.

ريابكوف: الولايات المتحدة تعرض عضلاتها أمام روسيا وإيران في سوريا
وأكد ريابكوف، أن تبادل المعلومات بين العسكريين الروس من جانب وزملائهم السوريين والأتراك من جانب آخر مستمر 24 ساعة يوميا، وتابع: "من الواضح أنه لا يمكن لنا التسامح مع الحفاظ على بؤرة الإرهابيين هذه، وهذه هي سياسة دمشق وهي صحيحة تماما".

وأعلن الدبلوماسي أن العسكريين الروس يعملون على حل هذه القضية "بشكل دقيق وفعال" مع تقليص الخطر على المدنيين قدر الإمكان ومنع الإرهابيين من فرصة الفرار وإعادة تنظيم صفوفهم.

وأقر ريابكوف بأن مواقف روسيا وتركيا بخصوص إدلب لا تتطابق 100%، لكن هذا الأمر طبيعي، ويسعى الطرفان عبر الجهود الدبلوماسية والسياسية إلى إيجاد أرضية مشتركة في الموضوع.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية بدء تصوير محاكاة "هجوم كيميائي" في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب السورية بمشاركة عناصر إرهابية، لتحميل حكومة دمشق مسؤوليته.

وأعلن مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان صحفي: "حسب معطيات وردت من سكان محافظة إدلب، يجري في مدينة جسر الشغور الآن تصوير مشاهد استفزاز مفبرك يحاكي استخدام الجيش السوري لـ" السلاح الكيميائي" ضد المدنيين".

وتابع: "لتصوير هذه المشاهد، وصلت إلى جسر الشغور صباح اليوم فرق إعلامية لبعض القنوات الشرق أوسطية وكذلك لفرع إقليمي لقناة إخبارية أمريكية كبيرة، ويقضي سيناريو الاستفزاز بتصوير مشاهد تقديم نشطاء من قوات الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" "المساعدة" إلى المواطنين، بعد الإلقاء المزعوم من قبل الجيش السوري لبراميل متفجرة تحوي مواد سامة".

وذكر البيان: "من أجل إعطاء المشاهد صبغة واقعية وجمع "الخوذ البيضاء" عينات التربة بشكل سريع، نقل المسلحون من بلدة خربة الجوز إلى جسر الشغور صباح اليوم برميلين يحتويان على مادة كيميائية منتجة على أساس الكلور".

وأشار البيان إلى أنه من المقرر أن تسلم جميع مشاهد الاستفزاز الكيميائي في جسر الشغور إلى وسائل الإعلام حتى نهاية اليوم لبثها، بعد تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي.

إعداد وتقديم: عماد الطفيلي

مناقشة