فيما تحيط بالموقعين العسكريين المتبقيين واللذين ما زالا قيد الإنشاء إجراءات سرية تامة كشفت عنها التحصينات وانتشار بعض الرادارات الكبيرة التي وضعت في المحيط ريثما تنتهي أعمال البناء، كل هذا إلى جانب استكمال بناء الجدار العازل والذي من المتوقع أن يصل حتى رأس "الأقرع" المشترك بين الدولتين.
وكشفت المصادر عن نشاط غير معلن وتواصل محدود يجري من قبل الجانب التركي ويقوم على تقديم ضمانات وتطمينات للجانب السوري، حيث تقدم أنقرة تفسيرات دائمة حول نشاطاتها الحدودية وأكثرها وضوحا كانت تطمينات والي منطقة "يلضا" الذي أحاط من خلال المراسلات جهات سورية محدودة التأثير بكافة التفاصيل المتعلقة بالعمل على إنشاء الجدار العازل والجهة المنفذة له، كما حدد بدقة مساره والهدف منه.
دمشق التي تميزت بعلاقتها الجيدة مع الجوار لم تنظر للتطورات بعين الرضا ولم يصدر عنها أي أمر بالتراجع عن الحدود، فالدلائل على عدم وثوق القيادة السورية بالنوايا التركية بدت واضحة عند نقطة "الصخرة" التي تشهد تكثيفا للتواجد العسكري ويلازم فيها الجيش السوري الحدود التركية.
وفي بعض المواقع تفصله أمتار قليلة عن "الجندرما"، ورغم تحريك الحليف الروسي للمياه الراكدة منذ سنوات بين أنقرة ودمشق إلا أن التواجد العسكري الكثيف للجانبين على الحدود لم يتغير وإن الأخذ بالمعاهدات السابقة بات من الماضي وخاصة بعد الخداع السياسي والعسكري التركي في العام 2014 والذي حول الممرات الحدودية ذات البعد الأخوي لنقاط زحف بشري لمقاتلي "النصرة" التركستانيين والأوزبك الراغبين في القتال.