مجتمع

أميرة أورون... مهندسة "السلام الاقتصادي" في مصر

لم يأت تكليفها بمنصب رفيع المستوى في القاهرة من فراغ، فهي صاحبة تاريخ دبلوماسي كبير، وباع أكبر في الشؤون المصرية والعربية.
Sputnik

بدأت السيدات الإسرائيليات في اقتحام تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية من أوسع أبوابه، ومن بداياته، إذ عينت غولدا مائير، رئيس الوزراء الأسبق، في منصب السفيرة الأولى لبلادها في الاتحاد السوفييتي، قبل تعيينها وزيرة للعمل ثم الخارجية، لتنهي حياتها بمنصب رئاسة الوزراء في تل أبيب.

منصب دبلوماسي رفيع

السعودية و4 دول عربية يستعدون لمناورات شاملة في مصر
تسير أميرة أورون على الدرب نفسه، بعدما تقلدت أكثر من منصب دبلوماسي رفيع، كان أهمها في مكتب السفارة الإسرائيلية في القاهرة، كإحدى الدبلوماسيات الإسرائيليات في مصر، كذراع يمنى لديفيد جوفرين، السفير الحالي، والذي ستنتهي مهمته صيف العام القادم، 2019.

تولت أورون منصبها كقائم بأعمال السفير الإسرائيلي في تركيا، لحين تعيين سفير، في العام 2016، على خلفية توتر العلاقات التركية الإسرائيلية، إذ أدرت منصبها بكفاءة تحسد عليها، نتيجة لحساسية العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب، وتسمى تلك الفترة بـ"جفاء لا قطيعة"؛ ومن قبله شغلت عدة مهام في وزارة الخارجية الإسرائيلية، منذ العام 1991، حيث شغلت عددا من الوظائف، منها العمل في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ونائب بالمتحدث باسم وزارة الخارجية، ورئيس قسم الإعلام العربي ورئيسة قسم مصر بالخارجية الإسرائيلية.

حالة من التعتيم

ورغم حالة التعتيم على حياتها الشخصية والمؤهلات الحاصلة عليها في وسائل الإعلام العبرية والعربية، فإن ما كتب عن أميرة أورون، يجعلها تتولى هذا المنصب الرفيع، وبما أنها تجيد اللغة العربية بطلاقة، وبأن دراستها تتعلق بالدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، وهو المذكور عنها فحسب، فإنه يكفيها هذه المعلومات كي تتولى منصب قيادة سفارة بلادها في القاهرة.

وتعد أورون أول امرأة تخدم في هذا المنصب الرفيع في القاهرة، منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في العام 1978، ورغم أن عملها بوزارة الخارجية وملحقاتها طوال 27 عاما، فإنها دعت إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، وسميت، قبل عامين، حينما رفعت هذه الدعوى، بالمتمردة.

إسرائيل تعين أول سفيرة لها في القاهرة
عملت وتعمل أميرة أورون كمستشرقة، ومتخصصة في الشؤون الشرق أوسطية، خاصة المصرية، وهو ما أهلها أن تتولى منصبا رفيعا في القاهرة، قبل أن تؤهل لمنصب السفير مباشرة، وهو المنصب الذي ستتقلده صيف العام المقبل.

سلام اقتصادي

بيد أن عملها في قسم الشؤون الاقتصادية، وكونها المسؤولة عن التعاون الاقتصادي بين بلادها ودول منطقة الشرق الأوسط، فإنها ستتولى منصب التفاوض حول "السلام الاقتصادي" الذي تنشده إسرائيل، خاصة مع عرض أو إعلان "صفقة القرن" أو الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.

ويشار إلى أن أكثر من وزير ومسؤول إسرائيلي نادى بضرورة التوجه أو الاهتمام بمسار أو خيار "السلام الاقتصادي"، مع الجانب الفلسطيني، حتى أن "صفقة القرن"، بدأت عهدها أو تنفيذها بمصطلح "غزة أولا"، وهو ما يمكن اعتباره توجه أمريكي إسرائيلي نحو حل الأزمة الاجتماعية الاقتصادية في قطاع غزة أولا، قبل طرح الخطة أو الصفقة سياسيا وأمنيا.

مناقشة