تبعات "خاشقجي" على السعودية والعقوبات على إيران وعلاقتها بما يجري في لبنان

في لبنان، حلت قبل أيام قليلة ما كانت تسمى "العقدة المسيحية"، وتبقى "العقدة السنية" كما تسمى أيضا، العقدة في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري.
Sputnik

حزب "القوات اللبنانية" يقرر المشاركة في الحكومة الجديدة
قبل ثلاثة أيام حُلت في لبنان ما كانت تسمى بـ"العقدة المسيحية" والتي كانت تحول دون تشكل الحكومة الجديدة، واعتقد أغلب المراقبين أن ولادة الحكومة العتيدة بات قاب قوسين.

حينها، بدأ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتلقي أسماء الوزراء التي تود الأحزاب السياسية تسميتها للمشاركة في الحكومة المقبلة، إلى أن بدأ يطفو على واجهة الحديث السياسي في لبنان أن لا حكومة ستتشكل من دون توزير ما أُطلق عليهم "سنّة المعارضة" وأن "حزب الله" لن يقدم أسماء وزرائه للرئيس المكلف قبل أن يقوم بحل "العقدة السنّية".

ويقول مصدر مواكب لوكالة "سبوتنيك": "حتى وإن تمكن الحريري من فكفكة العقدتان الدرزية والمسيحية فإن العقدة السنّية تبدو الامتحان الأصعب بوجه الرئيس المكلف وذلك لإرتباطها أساسا بحزب الله وتشديده على أن لا حكومة من دون "الوزراء السنّة المستقلون".

وتابع المصدر: "ولارتباطها — العقدة السنية — كذلك بجملة تداعيات إقليمية مرتبطة بوضع المملكة العربية السعودية بعد أزمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي ومدى الضغط الدولي على السعودية وبالتالي مدى قدرتها واستمرار تأثيرها على الساحة العربية وتحديدا في لبنان واليمن".

وأشار المصدر إلى أن تجميد العمل بتشكيل الحكومة اليوم يرتبط كذلك بقرب موعد العقوبات الأمريكية على إيران وتحديدا على صادرات النفط الإيراني، والتي من شأنها أن تؤثر سلبا بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، وبالتالي لا ضرورة لتقديم تنازلات على الساحة اللبنانية وتسهيل تشكيل الحكومة وفق ما تشتهيه الإدارة الأمريكية اليوم".

وتحدث المصدر المواكب عن أن "العقدة الأخيرة التي وضعت بوجه الرئيس المكلف يبدو أن تداعياتها تفوق العقدتين المسيحية والدرزية، فعدا عن ارتباطاتها الإقليمية فإن إنعكاساتها الداخلية لا تقل شأنا وقد تدفع باتجاه إعادة إحياء التوتر السياسي الذي كان قائما ما بين تيار المستقبل وحزب الله في خضم الأزمة السورية قبل أكثر من ثلاث سنوات".

علما أن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد خلال مقابلة تلفزيونية، يوم أمس، على أنه لا يمكن توزير "النواب السنة المستقلون" لأنهم أفراد وينتمون لتوجهات سياسية مختلفة، وأنه لا يجوز إضعاف رئيس الحكومة المكلف وعليه أن يقف على قدميه.

بدوره، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر"، تعليقا على العقدة المستجدة المتعلقة بتوزير نواب سنّة 8 آذار، فكتب:

"يبدو أن أخبار لبنان وصلت إلى بغداد فأخد العراقيون يبحثون في شارع المتنبي عن كتاب حول السنة المستقلين. وبعضهم الآخر وجد التقرير الاخير للبنك الدولي عن لبنان.انه مخيف فهل قرأه السنة المستقلون. بالمناسبة مستقلون عن من في هذ المناسبة التحية لاسامة سعد على موقفه الوطني".

وعليه يرى المصدر أن الخيارات "باتت محدودة فيما خص تشكيل الحكومة، فهو إما أن يتراجع "حزب الله" عن تشدده بمسألة توزير سنّة 8 آذار، وإما أن يرمي الرئيس المكلف الكرة في ملعب "حزب الله" ويعتذر عن التكليف وبالتالي يترك "حزب الله" وحيدا في مواجهة المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية التي تتحضر لفرض المزيد من الحصار على وارداته المالية".

مناقشة