بيروت — سبوتنيك. وقال رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عقب اجتماع عقده تكتل "الجمهورية القوية" البرلماني، إن العرض الأخير الذي حصل عليه الحزب، هو التمثيل بأربعة مناصب وزارية هي نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير العمل ووزير الثقافة ووزير الشؤون الاجتماعية.
وأضاف أن "الحل الأسهل كان أن نبقى خارج الحكومة، ولكننا اتخذنا قرارا بالمشاركة لنكمل تحقيق أهدافنا"، لافتا إلى "الحصص أو الحقائب لم تكن يوما هدفنا".
واعتبر جعجع أن "ثمة من كان يريد إخراج القوات من الحكومة، أو تحجيمها"، مرجعا السبب إلى أن "ممارساتها في الحكومة السابقة نجحت في أن توقف بعض الصفقات في الدولة، بما في ذلك صفقة الكهرباء"، في إشارة إلى خطة طرحها "التيار الوطني الحر" الموالي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاستئجار بواخر للتغذية بالتيار الكهربائي، والتي تحوم حولها الكثير من الشبهات.
وفي مؤشر على التوتر المتصاعد بين "القوات اللبنانية و"التيار الوطني الحر"، قال جعجع إن "محاولة ادعاء الانتصار في تحجيم القوات وزارياً هو باطل، فالانتصار يكون في الانتخابات النيابية والجامعية، وليس من خلال التحكم بقلم توقيع (مرسوم) تشكيل الحكومة وتعطيلها"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية.
وكان تمثيل حزب "القوات اللبنانية"، الذي يستحوذ على 15 مقعداً من أصل 128 في البرلمان اللبناني الحالي، من بين العقد الرئيسية التي حالت دون تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، التي تمّ تكليف سعد الحريري بتشكيلها قبل خمسة أشهر، غداة اجراء الانتخابات البرلمانية للمرّة في مطلع أيار/مايو الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ تسعة أعوام.
وقوبلت مطالب "القوات اللبنانية" بالرفض من قبل "التيار الوطني الحر"، الذي يتزعمه وزير الخارجية جبران باسيل، زوج ابنة رئيس الجمهورية.
ورفض "التيار الوطني الحر" بشكل خاص إسناد وزارة العدل إلى "القوات اللبنانية"، متمسكاً بأن تكون من حصته، وهو ما أعاده المراقبون إلى هواجس مرتبطة بعدم الرغبة في أن تكون هذه الوزارة لقوة سياسية معارضة لـ"حزب الله".
ويكرس حديث جعجع زيادة في منسوب التوتر، الذي بدأ منذ بضعة أشهر، مع رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، وذلك بعد التفاهم التاريخي تم التوصل إليه في كانون الثاني/يناير العام 2016، بين العماد ميشال عون، الذي كان يتزعم حينها "التيار"، وبين سمير جعجع.
وكان "تفاهم معراب" نقطة تحوّل في العلاقة بين الزعيمين المسيحيين، اللذين خاضا حرباً مدمّرة في العام 1990، سميت حينها بـ"حرب الإلغاء"، وشكلت آخر محطات الحرب الأهلية اللبنانية، التي انتهت في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، بعملية عسكرية خاطفة قام بها الجيش السوري للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة عون، الذي لجأ حينها إلى السفارة الفرنسية، ومنها إلى المنفى في مرسيليا، ومن ثم إلى باريس.
كما شكل هذا التفاهم ركيزة أساسية لعون، حليف "حزب الله" الشيعي، لتأمين دعم مسيحي لانتخابه رئيسا للجمهورية، وهو ما تحقق بالفعل بعد حصول عون على تأييد المكون السني، بمبادرة من سعد الحريري.
ولسنوات طويلة، جمعت بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري علاقة تحالفية.
ومن غير المعروف بعد، كيف ستؤثر التطورات الأخيرة في العلاقات بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل".
وبعد إعلان "القوات اللبنانية" قرارها بشأن العرض المقدّم إليها، فإنّ العقدة الرئيسية أمام تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة تكون قد حُلّت، ما ما يعني أن العملية قد تنجز خلال الساعات القليلة المقبلة.