واعترف إيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الجمعة، بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات ضد آلاف الأهداف العسكرية الإيرانية والميليشيات التابعة لها داخل سوريا، دون اعتراف رسمي من تل أبيب بمسؤوليتها عن الغارات.
وأوضح أن إسرائيل ركزت في البداية على استهداف شحنات الأسلحة التي كانت إيران ترسلها لحزب الله في لبنان قبل أن تحول طهران استراتيجيتها إلى داخل سوريا.
وأشار إيزنكوت الذي سيتقاعد الأسبوع المقبل، إلى أن "إيران أنفقت نحو 16 مليار دولار في سبع سنوات لإنشاء جيش من الميليشيات الحليفة في سوريا، لكنها فشلت نتيجة الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة" على حد قوله.
وتابع:"لاحظنا تغييرا جوهريا في استراتيجية إيران، وهي أنها أصبحت تتركز على إنشاء قوة من المقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان قوامها 100 ألف مقاتل… قاموا أيضا بإنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كل قاعدة جوية سورية…كما أحضروا عددا كبيرا من المدنيين من أجل تشريبهم عقيدتهم العسكرية".
وأضاف: "بحلول عام 2016 نجح الجنرال قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) بنشر 3000 من رجاله في سوريا، إضافة إلى 8000 مقاتل من حزب الله و11 ألف مقاتل شيعي أجنبي…ويقدر حجم المبالغ التي أنفقتها إيران لتحقيق تلك الأهداف بحوالي 16 مليار دولار في فترة سبع سنوات."
"عندئذٍ حصل إيزنكوت على موافقة الحكومة بالإجماع على تغيير قواعد اللعبة، وتحديدا في يناير/كانون الثاني من عام 2017"، فأصبحت الهجمات الإسرائيلية شبه يومية، بحسب الصحيفة.
في عام 2018 وحده، أسقطت القوات الجوية الإسرائيلية 2000 قنبلة. وفي مايو/أيار، حاول سليماني الانتقام من خلال إطلاق "أكثر من 30 صاروخا باتجاه إسرائيل" ولكن لا شيء بلغ هدفه، ثم ردت إسرائيل بهجوم غاضب أصاب 80 هدفا إيرانيا وسوريا منفصلا.
"أخطأ سليماني التقدير عندما فكر أن بمقدوره مواجهتنا"، يقول إيزنكوت معللا ذلك بـ"الثقة المفرطة، واستنادا إلى نجاح إيران في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار، والتقليل من عزم إسرائيل على ردعه، واستنادا كذلك إلى تاريخ الغرب في الانكماش في وجه استفزازات طهران".
ويتابع: "أخطأ في اختيار الملعب حيث كان ضعيفا نسبيا بالنسبة لنا، إذ إننا نتمتع بتفوق استخباراتي كامل في هذا المجال. نتمتع بالتفوق الجوي الكامل. لدينا ردع قوي".
ومع أن "القوة التي واجهتها إسرائيل (إيران) على مدى العامين الماضيين كانت قوة ذا عزم"، كما يقول إيزنكوت فإنها ليست ذا تأثير كبير بالنسبة لقدرات جيش بلاده".
وتابع: "بالنسبة لإيران أعتقد أنها تسعى للتواجد في مكان آخر بسبب هجماتنا عليها في سوريا… يمكن أن يتوجهوا إلى العراق حيت يتواجد الآلاف من الجنود الأمريكيين".