في أول مقابلة تلفزيونية...السعودية الهاربة تحكي التفاصيل

قالت الفتاة السعودية رهف القنون، إن الحياة بحرية واستقلال تستحق المخاطرة بالحياة التي قامت بها، وأنها سعيدة بتواجدها في كندا.
Sputnik

وأضافت رهف (18 عاما) التي شغلت الرأي العام الأيام الماضية بعد هروبها من أسرتها السعودية، في مقابلة مع سوزان أورميستون مراسلة قناة "CBC" الكندية، أنها لم تعتقد أبدا أن لديها فرصة للهرب والوصول إلى كندا حتى ولو بنسبة 1%، أو أن تكون قصتها حديث الناس حول العالم.

​وأشارت رهف في المقابلة التي تحدثت فيها بالعربية: "أحسست أنني ولدت من جديد، خاصة عندما شعرت بالحب والترحيب في كندا".

وقالت الفتاة التي استقبلتها وزيرة الخارجية الكندية أثناء وصولها إلى كندا السبت الماضي، "إنها تعرضت لاعتداء بدني وذهني من قبل عائلتها منذ كان عمرها 16 سنة، وأنها فكرت في الهروب منذ سنوات".

​وبكت رهف عندما عرضت سوزان أورميستون، بيان تبرأ عائلة محمد القنون من رهف، وسألتها "هل كنتي تتوقعين هذا الأمر؟" فأجابت رهف: "لأ"، وأكدت على أنها حزينة جدا لذلك.

وأعلنت عائلة القنون في بيان لها تبرأها من رهف واعتبرتها "ابنه عاقة" واتهمتها العائلة بأنها "اساءت بسلوكها المشين والخارج عن أعرافنا وقيمنا الإسلامية السمحة إلى سمعة وكرامة الأسرة"، وطالبت العائلة بعدم تحميلهم وزر أعمال رهف "وإن شرفاء العائلة أجمعوا على هذه البراءة".

​وحكت رهف ما حدث لها عندما قررت قص شعرها، قالت: حبسوني 6 شهور لأني قصت شعري، هم يعتبرون أن المرأة لا يجب أن تقص شعرها وأن هذا تشبه بالرجال(…) لكني كنت أتعرض للعنف أكثر شيئ من أمي وأخي(…) كان في ضرب وعنف جسدي لدرجة أنه في أحيان كنت أنزف دم".

​وقالت رهف إن "السعوديات يعاملن كعبيد لا نستطيع نأخذ قرار حتى في حياتنا الشخصية حتى في الزواج والتعليم".

وتابعت:

"شعرت أنني لا أستطيع تحقيق أحلامي التي كنت أرغب فيها طالما لا أزال أعيش في المملكة العربية السعودية".

وأضافت لقد تعرضت للعنف الجسدي والاضطهاد والقمع والتهديد بالقتل، وتساءلت رهف: "لماذا أهرب من هذه الحياة إذا كانت الظروف جيدة؟"

تقول رهف إنها عندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، شعرت أنها قادرة على محاولة الهروب، لأنها ستعامل كشخص بالغ، وأنها ستكون قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة.

​كانت تعرف أن إجازة عائلية إلى الكويت في أوائل شهر يناير هي فرصتها الوحيدة. وقالت رهف: "منذ فترة مضت، كنت أحاول إقناع والدي بالذهاب إلى الكويت، لأنه طالما بقيت في السعودية، لا أستطيع المغادرة. ولكن عندما أكون في بلد آخر، يمكنني السفر".

وأشارت رهف محمد إلى أنها انتظرت حتى نامت أسرتها مبكرا في إحدى الليالي، وهو آخر يوم في رحلتهم، ثم اشترت تذكرتها إلى تايلاند وغادرت غرفة الفندق في الساعة السابعة صباحا.

لكنه تم إيقافها في مطار بانكوك. وتم منع رهف من الدخول، وحجز جواز سفرها. مع تهديد بإعادتها إلى عائلتها، فتحصنت بغرفة الفندق واستخدمت "تويتر" لطلب المساعدة.

وقالت:

"كان أكثر ما أخشاه هو إذا عثرت علي عائلتي، كنت سأختفي ولا أعرف ماذا سيحدث لي بعد ذلك(…) كتبت رسالة إلى صديقاتي، قلت إني مستعدة للانتحار في غرفة الفندق قبل أن يأخذني".

وأضافت: "لقد كتبت ذلك وأرسلته إلى صديقاتي الإناث، إذا اختفيت سينشرنه على الملأ".

​واعتمدت الفتاة السعودية على "تويتر" لمساعدتها في الضغط على السلطات التايلاندية وعدم تسليمها إلى أسرتها أو السفارة السعودية في بانكوك، ونجحت رهف في أن تجعل قضيتها قضية رأي عام جذبت الاهتمام الدولي، ووافق المسؤولون التايلانديون على السماح لها بالبقاء في بانكوك تحت رعاية مسؤولي الأمم المتحدة.

تقول رهف:

"عندما ظهر مسؤولو الأمم المتحدة في الفندق، لم أصدق في البداية أن هذا صحيح، وأن نداءاتي قد سمعت".

وأضافت بأنها كانت خائفة من أن السلطات التايلاندية والكويتية: "ستكذب وتتظاهر بأنها الأمم المتحدة، لذلك رغبت في إثبات بأنهم من الأمم المتحدة حقا".

وتابعت: "لقد أطلعوني على دليل (هويتهم)، بعد ذلك فتحت باب الغرفة ورحبت بهم".

وطالبت رهف من مسئولي الأمم المتحدة أن تحصل على حق اللجوء في كندا، وكتبت ذلك على حسابها الرسمي على موقع "تويتر". 

​وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الجمعة الماضية، قرار بلاده منح حق اللجوء لرهف بعد طلب من المفوضية الأممية، بقوله "هذا أمر يسرنا أن نفعله لأن كندا بلد يتفهم أهمية الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان والمرأة حول العالم".

​وأبدت رهف انزعاجها من تكذيب البعض في المملكة لها، "لقد اتهمت بعدم قول الحقيقة، وأن الأمور ليست سيئة في المملكة العربية السعودية(…) هؤلاء الناس ربما أسرهم أكثر تفهما ولا يعرفون الوضع الحقيقي، لكن هناك الكثير من النساء المسجونين وهناك الكثير من القصص التي يمكن أن تقرأها لمعرفة وضع المرأة".

​وتصف نفسها كمثال على مدى السوء الذي يمكن أن تكون عليه المرأة في المملكة، لكنها مع ذلك محظوظة لأنها استطاعت الخروج وتلقت المساعدة.

مناقشة