بيروت — سبوتنيك. باتت مصر تشكل بالنسبة للناشرين اللبنانيين سوقاً كبيرة لصناعة الكتاب، التي تشهد ركوداً في كثير من الدول العربية، فتشارك حوالي مئة دار نشر لبنانية في المعرض لهذا العام.
اليوبيل الذهبي
وتحتل مشاركة دور النشر اللبنانية، أسوة بدور النشر العربية الأخرى، في معرض القاهرة هذا العام أهمية خاصة، بالنظر إلى احتفال المعرض بيوبيله الذهبي، وهو ما يزيد من عدد المقبلين على فعالياته، مقارنة بالسنوات الماضية.
وقالت رئيسة نقابة اتحاد الناشرين في لبنان، سميرة عاصي، لوكالة "سبوتنيك"، إن "لبنان مشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال مئة دار نشر".
وأشارت عاصي إلى أن "الجانب المصري قدّم كل التسهيلات الضرورية لإنجاح المشاركة اللبنانية في فعاليات المعرض"، موضحة أن دور النشر اللبنانية لم تواجه أية صعوبات أو محظورات بالنسبة إلى عناوين الكتب، عدا الشروط العادية الهادفة إلى حماية الكتاب من القرصنة.
وذكرت عاصي أن "القاهرة دائماً متميزة في مجال الإقبال على الكتب العربية، واللبنانية بشكل خاص، وثمة أسباب كثيرة لهذا الأمر، لا تقتصر على عدد السكان، وإنما في إقبال الكثير من المصريين على الكتب المتخصصة"، لافتة إلى أن "القاهرة هي سوق ضخم للكتاب اللبناني، بصرف النظر عن المعرض بحد ذاته".
تأليف وطباعة وقراءة
وحول تأثير ارتفاع كلفة طباعة الكتب في لبنان مقارنة بدول عربية أخرى، وبالتالي ارتفاع أسعارها، قالت عاصي إن "المسألة تتصل بجودة النشر، التي تشتهر بها لبنان، وهناك الكثير من دور النشر المصرية تطبع كتبها في لبنان، فهناك مقولة تاريخية أن القاهرة تؤلف ولبنان يطبع وبغداد تقرأ، وهذه القاعدة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا".
وأضافت عاصي أن دور النشر اللبنانية تسعى إلى البناء على تجارب أظهرت نجاحها خلال الفترة الأخيرة، وهي التركيز على الكتب المتخصصة، كما هي الحال مع كتاب الطفل، الذي شهد اقبالاً كثيفاً عليه خلال فعاليات معرض بيروت العربي للكتاب، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأشارت عاصي إلى أن معرض القاهرة للكتاب سيشهد الكثير من الفعاليات الثقافية الخاصة المرتبطة بلبنان، بما في ذلك المشاركة في انتخابات اتحاد الناشرين العرب، في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني، بجانب الندوات وحفلات التوقيع.
مسارح لبنانية
ومن أبرز الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها لبنان خلال المعرض، ندوة حول الشعر العربي، سيتحدث فيها عدد من الشعراء اللبنانيين البارزين، كشوقي بزيع وعباس بيضون وعبده وازن، بالإضافة إلى عروض لمسرح الدمى اللبناني.
جدير بالذكر أن لبنان يمتاز بوجود أكبر عدد من دور النشر، مقارنة بحجمه.
وبحسب نقابة اتحاد الناشرين اللبنانية، يبلغ عدد دور النشر المسجلة في لبنان نحو 650 داراً، تنتج نحو 30 في المئة من مجموع العناوين الصادرة في الدول العربية كلها.