وفي كلمتها خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي، لفتت السفيرة القطرية الانتباه إلى "تفاقم الأوضاع الحالية التي يعيشها النازحون السوريون جرّاء برد الشتاء القارس، حيث وجّه حضرة الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد بتخصيص 50 مليون دولار للتخفيف من معاناتهم".
وأوضحت أن "الاستجابة الإنسانية أساسية، ولكن السبيل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة، ووضع حد لتهديدات السلم والأمن الدوليين بسبب الأزمة، هو من خلال التوصل إلى الحل السياسي المنشود الذي يلبي تطلعات الشعب السوري بكامل أطيافه، وذلك وفق بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2254، وبما يحفظ وحدة سوريا الوطنية والإقليمية وسيادتها واستقلالها".
وقالت إنه "إلى حين تحقيق الانتقال السياسي والمصالحة الوطنية، فلا بد من تحقيق المساءلة عن الجرائم المنتهكة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن بلاده لا ترى حاجة لإعادة فتح سفارتها في دمشق وأنه لا توجد أية مؤشرات تشجع على تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وأضاف الوزير القطري أن بلاده لا تزال تعارض عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وتسعى بعض الدولة العربية بما فيها تلك التي دعمت المجموعات المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد إلى تطبيع العلاقات مع دمشق بعد التقدم الذي أحرزه النظام السوري والقوات المساندة له في حربه ضد المعارضة المسلحة.
وقال الشيخ محمد: "موقف قطر منذ اليوم الأول هناك أسباب، كانت بسببها تعليق عضوية وتجميد مشاركتها في الجامعة العربية، الأسباب ما زالت قائمة ولم تزل، فلا نري هناك أي عامل مشجع لعودة سوريا… التطبيع مع النظام السوري في هذه المرحلة هو فقط تطبيع لشخص تورط في جرائم حرب".
وكانت الجامعة العربية أوقفت عضوية سوريا، في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2011، نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، ولا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن مقتل مدنيين.
فمنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.
وأفادت أنباء خلال الأيام الماضية، بأن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها في تونس، مارس/آذار المقبل.
وتزامن ذلك مع إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، وإعلان البحرين استمرار عمل سفارتها في سوريا، أواخر الشهر الماضي، وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير.
لكن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أعلن اليوم الاثنين، أنه لم يطرأ تغيير على موقف الجامعة من عودة سوريا إلى المنظمة، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة.