واستقبل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمل بنت عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفقا لصحيفة "اليوم 24".
وفي مستهل اللقاء، أوضح رئيس الحكومة أن الرابطة التي تجمع بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة متجذرة وإنسانية وأخوية، وأن الصداقة بين الشعبين دائمة ومستمرة.
كما أشاد رئيس الحكومة بمستوى العلاقات المغربية الإماراتية في شقها السياسي، وبما يُبذل من أجل تعزيز هذه العلاقات لتشمل باقي المجالات الاقتصادية والثقافية.
وبخصوص موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من قضية الصحراء المغربية، عبّر رئيس الحكومة عن شكره للدعم الإماراتي للمغرب بشأن النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، معتبرا أن تهديد الوحدة الترابية، تهديد للشعوب في استقرارها وفي سيادتها.
ومن جهتها أكدت المسؤولة الإماراتية موقف بلدها من الوحدة الترابية، مضيفة أن سيادة المغرب لا تقبل أي جدل أو نزاع.
وثمنت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي عاليا الدعوة الأخيرة للملك محمد السادس التي وجهها إلى الجزائر لفتح باب الحوار، ونوهت بالمبادرة الملكية كوسيلة لحل الخلاف بين المغرب والجزائر، بحسب الصحيفة.
وأشادت المسؤولة الإماراتية بالاستقرار الذي تنعم به المملكة وكذا بمستوى التقدم الذي تعرفه، كما عبرت عن سعادتها لمستوى العلاقات المغربية الإماراتية، مبدية رغبة بلدها في تطويرها لا سيما في مجالات التعليم العالي والصناعة التقليدية والتنمية المستدامة.
وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين المغرب والإمارات مرت بأزمة صامتة قبل أسابيع قليلة، حيث عاد السفير المغربي في أبوظبي إلى الرباط، وهو ما اضطر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة لتوضيح أن عودة السفير كانت للتشاور بشان العلاقات المغربية الخليجية.
واستدعى المغرب سفيريه في السعودية والإمارات، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام أن الأمر له علاقة بقضية الصحراء.
كانت وكالة "أسوشييتد برس"، نقلت عن مسؤولين حكوميين (لم تسمهم) أن المغرب استدعى سفيره لدى السعودية، لإجراء مشاورات بعدما بثت قناة العربية فيلما وثائقيا أغضب المغرب لأنه يدعم جبهة "البوليساريو" التي ترى أن سيادة المغرب على الصحراء "استعمار".
ورغم أن السفير المغربي لدى السعودية أكد بنفسه خبر الاستدعاء "للتشاور"، في تصريحات مع موقع مغربي، نفى وزير الخارجية ناصر بوريطة ذلك الكلام، وقال إن "الخبر غير مضبوط ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن مسؤول، وأن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية".
والقصة كما ترويها الوكالة الأمريكية، تقول إن العلاقة متوترة بين البلدين منذ أن صوتت السعودية لغير صالح المغرب في ملف استضافة كأس العالم 2026.
ونتيجة لهذا التوتر، بدأ المغرب يقاطع اجتماعات التحالف لأنه اعتبر تصويت السعودية لصالح الملف الثلاثي بين أمريكا وكندا والمكسيك "خيانة"، واستمر التوتر غير المعلن، إلى أن خرج وزير الخارجية المغربي على قناة الجزيرة متحدثا عن أن مشاركة المغرب في اليمن "تغيرت".
بعدها بثت قناة "العربية" فيلما وثائقيا، يدور حول الصحراء المتنازع عليها، ويدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو التي تدعي أن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، وهو أمر لا يتهاون فيه المغرب مع أي دولة، إذ يقاطع أي دولة تتبنى وجهة النظر هذه.
عندئذ استدعى المغرب سفيره للتشاور، وفقا لرواية الوكالة الأمريكية.
و"البوليساريو" هي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973، وتنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء، منذ جلاء الإسبان، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.