وقالت المصادر لصحيفة "اليوم 24"، إن وفدا إيرانيا وصل إلى الدار البيضاء بداية الأسبوع الجاري، ضم مسؤولين أمنيين وأعضاء من مجلس الشورى الإيراني، إلا أن المغرب تحفظ على دخول بعض أعضاء الوفد، الذي كان يعتزم المشاركة في اجتماعات اتحاد مجالس التعاون الإسلامي، التي انطلقت الاثنين الماضي وتستمر حتى غد الخميس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد الإيراني الذي عاد إلى بلده من مطار الدار البيضاء، كان قد استبق الوفد الرسمي الذي كان سيلحق به، برئاسة علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى، يضيف المصدر: "لذلك ضم الوفد الأول مسؤولين أمنيين لتأمين زيارة المسؤول البارز في هرم الجمهورية الإيرانية".
وأيدت ذلك صحيفة "إيلاف" التي نقلت عن مصادرها أن إيران الدولة المؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي كانت تعتزم المشاركة بوفد رفيع المستوى في الدورة، يتقدمه رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، ويضم 42 عنصرا، قبل أن تقاطع الدورة بسبب تحفظ المغرب على بعض العناصر المرافقة له، التي يعتقد أنها أمنية وليست برلمانية.
وأضافت أن ثمانية عناصر من الوفد الإيراني وصلوا إلى مطار الدار البيضاء، بداية الأسبوع الجاري، قبل أن يمنعوا من الدخول من طرف السلطات المغربية وعادوا إلى إيران مباشرة من المطار ذاته، الأمر الذي دفع بطهران إلى مقاطعة أشغال الدورة بصفة عامة.
وتساءل الوفد التركي، خلال اجتماع الدورة الـ21، للجنة العامة للاتحاد، صباح اليوم الأربعاء، عن أسباب غياب نظيره الإيراني، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
وقال محمد قريشى نياس، الأمين العام للاتحاد: إن "غياب الوفد الإيراني خارج عن إرادته".
وأضاف المسؤول في التعاون الإسلامي: "نتمنى ألا تتكرر مثل هذه الأمور بين الأشقاء، ونأخذ درسا حتى لا يغيب أي عضو له الحق في الحضور".
وأعلن المغرب قطع علاقاته مع طهران وطالب القائم بالأعمال في سفارة إيران بمغادرة البلاد، في مايو/ أيار الماضي، "بسبب الدعم العسكري من قبل حليفها حزب الله للبوليساريو".
وقالت المملكة المغربية حينها إنها "تمتلك أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم "حزب الله" للبوليساريو لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة.
لكن إيران نفت ذلك رسميا واعتبرته "ادعاء كاذبا"، كما نفاه "حزب الله"، وجبهة "البوليساريو".
وتنازع "البوليساريو" المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره على ثلاثة عقود.