تفاصيل مفاجئة... مسؤول رفيع زار السعودية حاملا رسالة إيرانية تركية سورية

بعد حصار دولي خانق استمر عشرة أعوام في عهد الرئيس السابق صدام حسين، وما يزيد على 15 عاما من حروب دامية، عاد العراق خلال الأشهر الماضية، محط طائرات قادة ومسؤولين غربيين وإقليميين.
Sputnik

ويسعى بلد الحروب لاستعادة دوره السياسي الذي قد يكون سيفا ذو حدين، في ظل الولاءات الداخلية المختلفة، وعلاقات دبلوماسية مقطوعة بين البعض، وتصدعات استراتيجية في أخرى، وفقا لتقرير وكالة فرانس برس.

تطورات جديدة في العلاقات... قطر تتخذ قرارا بشأن العراق

وتنقل الوكالة عن مصدر مطلع في الحكومة العراقية قوله إن بغداد أصبحت اليوم "ساعي بريد".

فبعدما قام العراق مؤخرا بحسب مصدر حكومي بدور الوسيط بين قطر وسوريا ضمن مساعي دمشق للعودة إلى الحضن العربي، يؤكد المصدر المطلع في الحكومة أن "زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض الأخيرة إلى الرياض كانت لنقل رسالة إيرانية تركية سورية، حيال ترتيبات جديدة في المنطقة".

وقد تتعرض حكومة عادل عبد المهدي لضغوط كبيرة، خصوصا بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، التي جاءت تزامنا مع تقديم نواب مشروع قانون يدعو إلى انسحاب القوات الأمرياكية بشكل نهائي من البلاد.

ويلفت المصدر الحكومي نفسه إلى أن "شاناهان طلب من عبد المهدي تحديد موقف العراق، حيال إمكانية قيام تحالف ضد إيران".

وفي الإطار نفسه، تستقبل بغداد قريبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أفادت مصادر حكومية عراقية.

ولذلك، فإن "سياسة صفر مشاكل" التي تتمناها الحكومة مع اللاعبين على الساحة الإقليمية، تعرقلها مساعي "وكلاء وحلفاء دول إقليمية في العراق نفسه"، وفق ما يشير الخبير في الشأن العراقي الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة فنر حداد.

العراق: نقف على مسافة واحدة من السعودية وإيران

فبحسب الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار "سيثير ذلك استياء إيران أو الولايات المتحدة، في حين أنه مجبر على الحفاظ على علاقات ودية مع الاثنين".

وبالتالي فإن أية خطوة عكس ذلك "قد تطيح المكاسب الدبلوماسية الأخيرة للعراق، وتزعزع استقراره الداخلي"، وفق حداد.

وبحسب تقرير الوكالة، فإن بغداد اليوم هي العاصمة العربية الوحيدة التي تتواصل علناً مع جميع الأطراف في الداخل السوري، من روسيا مرورا بالتحالف الدولي والأكراد، وصولا إلى المعارضة ودمشق التي طلبت رسميا من العراق شن ضربات جوية على أراضيها ضد تنظيم "داعش".

وهذا يتماشى تماما كذلك مع إشارات غربية تؤكد على أهمية الشراكة مع العراق، ودعمه في مرحلة ما بعد الحرب.

يقول مصدر عسكري غربي طالبا عدم كشف هويته إن "التحالف الدولي استثمر مليارين ونصف مليار دولار لتدريب مئتي ألف عنصر من قوات الأمن العراقية".

ويؤكد في هذا السياق أن "دول التحالف، استشرفت ما يمكن للعراق أن يكون عليه مستقبلا، وعلى يقين بأنه سيصبح له تأثير كبير في المنطقة".

مناقشة