أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منذ أيام القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، في آخر جيوبه وهي بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد أن كان معظم مقاتليه استسلموا في الفترة الأخيرة التي سبقت إعلان "قسد".
وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017 تمكنت "قسد" من طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من الرقة بعد معارك عنيفة، واتجه مقاتلو التنظيم جنوبا إلى ريف دير الزور الشرقي، حيث أن الجهة الغربية مقفلة بوجهه نتيجة استعادة الجيش السوري آنذاك لمساحات واسعة من البادية السورية، وأما جهة العراق كانت تشهد عمليات عسكرية للجيش العراقي من أجل القضاء على تواجد التنظيم في العراق، الأمر الذي أجبر التنظيم إلى الاتجاه نحو ريف دير الزور الشرقي.
وحول بلدة الباغوز التي شكلت المعقل الأخير لتنظيم "داعش"، قال المواطن ماجد أحمد الصالح من دير الزور لوكالة "سبوتنيك" إن "البلدة تبعد عن مركز المدينة في دير الزور 112 كم وعن مدينة البوكمال 3 كم وتقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات وهي آخر قرية ضمن الحدود الإدارية بين العراق وسوريا"، على حدو وصفه.
وتابع "عدد سكانها يقارب 22 ألف نسمه وأغلبهم يعمل بالزراعة أو هاجر إلى دول الخليج"، وتشتهر الباغوز بزراعة القطن والقمح والشعير وبعض الفواكه مثل الرمان والذي أخذ شهرة واسعه بسبب الكم الهائل بزراعته والعنب والنخيل.
وأضاف: تشتهر الباغوز بالوديان وكان هذا سببا لاختيارها من قبل عصابات "داعش" لتكون مركزية له حيث الوديان تكون على شكل مدرجات تكون من الأسفل عريضة ومن الأعلى ضيقة وهذا السبب جعل عصابات "داعش" أكثر حصانة وتلك الكهوف تستطيع السيارات الصغيرة أن تسير بها دون أن تكشف ولا ترى".
واعتبر أن السبب الرئيس لاختيارها هو سهولة الحركة بين العراق وسوريا وكونها تمتلك تلك الكهوف، مشيرا إلى أن كل السكان تنتمي إلى تكوين عشائري واحد.
من جهته قال عضو مجلس الشعب السوري آلان بكر لوكالة "سبوتنيك": "هل يصدق العالم هذه الأكذوبة التي روج لها الأمريكي وعملاءه، الجميع يعلم أن الحدود التي رسمتها واشنطن لمناطق نفوذ داخل سوريا تمتد لهذه البلدة بما سمي بـ "شرقي الفرات" و هو سيناريو تراهن عليه، و الدولة السورية أعلنت أن أكاذيب التحالف الذي تقوده واشنطن مكشوفة وأن وجود قواتها على الاراضي السورية عدوان لا تهاون معه"، وتابع البرلماني السوري: " إن تهريب قيادات داعش و ثرواتها وحجج محاصرة التنظيم في الباغوز ومكافحة الإرهاب أمر مكشوف للعالم".
وختم بكر: "اليوم نحن مستمرون بمكافحة الارهاب و لن تتوقف عملياتنا إلا بعد تطهير كامل الأراضي السورية".
وكانت تقارير أفادت في شهر فبراير/ شباط الماضي عن صفقة "ذهبية"، حيث تطابقت المعلومات التي رشحت في شهر فبراير/ شباط من العام الحالي من جهات مختلفة حول قيام القوات الأمريكية في سوريا بعقد صفقة "ذهبية" مع تنظيم "داعش" الإرهابي، تمثلت في حصول واشنطن على أطنان الذهب التي كانت بحوزة التنظيم التكفيري.
من جهة أخرى، نقلت تقارير مصورة عن وجود أفراد وعوائل لإرهابيي تنظيم "داعش" في مخيم الباغوز من جنسيات أجنبية مختلفة منها عربية ومنها الأجنبية وذلك قبل إعلان قسد السيطرة عليه.
وقال التحالف الدولي في بيان، عبر موقعه الرسمي "بدأت قوات سوريا الديمقراطية عملية برية لتطهير الدشيشة، بدعم وتنسيق مع التحالف والغارات الجوية العابرة للحدود، وشركائنا العراقيين، وغارات جوية من القوات الجوية العراقية، ومدفعية الجيش العراقي بالقرب من الحدود".
وشدد البيان "تعزز القوات الأمنية العراقية من تواجدها على الحدود مع سوريا لتجنب هروب عناصر داعش من سوريا إلى داخل الأراضي العراقية".
وكانت الناطقة باسم حملة "عاصفة الجزيرة" العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية ليلوى العبد الله قالت لوكالة "سبوتنيك"، في شهر يونيو/ حزيران، إن "عاصفة الجزيرة مستمرة لإنهاء وجود داعش شرقي الفرات، وجنوبي الحسكة، وأن القوات تتوجه إلى منطقة الدشيشة التي تقع جنوبي الحسكة، لتحريرها بشكل كامل من إرهابيي داعش، وصولا للحدود العراقية".
وأوضحت الناطقة أن عمليات تحرير الدشيشة تجري "بالتعاون مع القوات العراقية بغرف عمليات مشتركة بيننا وبينهم، لإنهاء داعش من المنطقة ولمنع تسلل أي إرهابي إلى الأراضي السوري والعراقية".
وانتهى الأمر بتنظيم "داعش" الإرهابي إلى أن يحاصر في آخر جيب له في بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد أن كان الجيش السوري قضى على معاقله في البادية السورية وبادية السويداء ومناطق ريف دمشق مثل الحجر الأسود ومخيم اليرموك التي كان ينتشر فيها.