بدأ استعمال الباراسيكولوجية في الجيش السوفييتي والألماني في النصف الأول من القرن العشرين أما أمريكا فأنشأت قاعدتها الما وراء النفسية قبل بداية الحرب العالمية الثانية، كما نقلت مجلة "أرميسكي سبورنيك" التابعة للدفاع الروسية.
والميزة الرئيسية لعلم الباراسيكولوجي هو الانتصار على العدو دون الاتصال به (metacontact)، واستخدمت القوات الروسية الخاصة هذه التقنية خلال العمليات في الشيشان.
وأشار العقيد نيكولاي بوروسكوف: تسمح هذه التقنية من الاستجواب غير اللفظي، حيث يرى المحقق ما يخفيه الجندي الأسير وما هي نقاط ضعفه وقوته من دون التكلم معه.
كما تساعد هذه التقنيات في استيعاب اللغات الأجنبية، وعلاج الإصابات في ظروف الحرب عن تقليل مستوى آلام الجرحى. يمكن لمالك هذه التقنية اكتشاف كمائن، ومستودعات، ومخابئ العدو.
ثم يعد التخاطر الذهني أحد التقنيات المستخدمة لمعرفة أفكار العدو ومخططاته وأهدافه، ويتم التمكين من هذه التقنية عن طريق التدريب مع الدلافين، حيث قام الخبراء بإعطاء أوامر ذهنية (تتم عادة من شخص إلى آخر دون اتصال) للدلافين والأخيرة تنفذها، بعد ذلك استخدم الخبراء هذه التقنية على الإنسان.
والتخاطر الذهني يستخدم لتعطيل برامج كمبيوتر أو التحكم بالروبوتات والدرونات والتنصت أو إفشال بث البرامج التلفزيونية والإذاعية.
من جهة أخرى، استخدم الجيش الأمريكي هذه التقنية ضد الاتحاد السوفيتي فحاولت التأثير على رئيسي الدولة السابقين ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن، ومعرفة الخطط العالمية.
في هذا الصدد، قال مدير مركز دراسة الأمن القومي، الخبير العسكري الروسي، ألكسندر جيلين، هذا ليس سرا، أنه تم استخدام علم النفس في الجيش حتى في القرن الماضي، لكن المهم هو ما يتميز به الجندي الروسي عن الجندي الأمريكي والناتو هو امتلاكه للروح القتالية، وهذه الروح القتالية صادرة من حبه لوطنه ولأولاده وأحفاده فهو لا يقاتل من أجل المال".
وأضاف، أنه لزيادة تحمل الجندي في ظروف الحرب القاسية وفي البيئات المختلفة، توجد منشطات وأدوية خاصة، كما أنه تعمل لصالح الجيش مؤسسات لخلق تصاميم وأجهزة جديدة.
من جهة أخرى،علق العقيد الروسي المتقاعد، أناتولي ماتفيتشوك: "تم تطوير هذه التقنية من قبل الأكاديمية السوفيتية للعلوم في محاولة لاكتشاف القدرات الخارقة للشخص، وتم استخدامها في فيتنام وأفغانستان".
من هنا أتت فكرة الجندي الخارق، حيث أنه يتم تطوير على تحمل التعذيب والجوع والعطش والحرمان من النوم والضرب والصدمات الكهربائية، كقدرات الدلافين في عدم النوم والكلاب السيبيرية القادرة على الركض عدة أيام دون توقف والخفاش القادر على التنقل في الظلام والأماعز والخنازير التي تأكل كل شيء.
وهناك ابتكارات لمجموعة ملابس تمويهية ذكية، تغير ألوانها بحسب البيئة، من أجل تمويه المعدات العسكرية.
كما يتم تزويد وحدات الجيش الروسي بنوع جديد من الدروع المضادة للرصاص.
وقال يفغيني ألكسندروف من الأكاديمية الروسية للعلوم: هناك معلومات عن إنشاء وحدة عسكرية روسية رقم 10003 بعد عام 1991، حيث ادعوا أنه بإمكانهم قراءة أفكار الأعداء المحتملين.
ومن المهم اتباع المبادئ الأخلاقية في تطوير أية أجهزة قادرة على التحكم بوعي الغير والالتزام بالقانون الدولي الإنساني أي بالقواعد التي تحدد ما يمكن وما لا يمكن فعله في حال النزاع المسلح.