قصص عدة سردتها سوريات أجبرتهن الحرب في بلادهن إلى الانتقال للإقامة في مصر، وتحولت حياتهن من مرحلة إلى مرحلة مغايرة، بعد حصولهن على دورات تدريبية في صناعة الحلوى والطهي، وتمكن من العمل من المنزل، ومنهن من التحق ببعض المطاعم والمحال.
يقول محمد أنور نبيه، رئيس مجلس إدارة جمعية "حبيبة الخير"، إن الجمعية تقوم بعمل دورات تدريبية للسيدات اللاجئات من كافة الجنسيات، وأن الأمر لا يقتصر على السوريات فقط، حيث تعمل الجمعية مع المؤسسات الدولية التي ترعى اللاجئين في مصر.
وأضاف: "الدورة التدريبية لصناعة الحلوى والطهي تستمر لمدة 14 يوما، وتتم على يد مدربين محترفين، حيث خلقت نوع من التقارب بين الأسر والسيدات بشكل كبير، كما منحت السيدات شهادات لتأهيلهن للالتحاق بسوق العمل، والمشاركة في المعارض الكبرى، التي تقام بين الحين والآخر"، مشيرا إلى أن الدورة تشمل مهارات تسويق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واستطرد أن بعض السيدات تمكن فعليا من العمل مع بعضهن، وأصبحن يوردن منتجاتهن لسلاسل المحال والمولات الكبرى.
منح مالية
وتابع: "الدورات شملت أيضا كيفية صياغة فكرة المشروع، وكتابة الفكرة بشكل دقيق من أجل الحصول على منح المشروعات، التي تبلغ نحو 10 آلاف جنيه مصري (1 دولار= 17.25 جنيه) لا تسترد، حيث تقوم لجان المتابعة من التأكد من شراء الخامات أو الأدوات الخاصة بالمشروع، وتحصل السيدة على المنحة بعد حضور التدريب الخاص بالمشروع، والاطلاع على الفكرة المعدة والتأكد من إمكانية تنفيذها".وأكد أنه تم تدريب نحو 320 سيدة سيحصلن على المنحة غير المستردة، وأن بعض السيدات تم تدريبهن للعمل الحر.
وأوضح أن التدريبات تشمل مناطق عدة منها أكتوبر والعاشر من رمضان والعبور بالقاهرة، وكذلك مناطق الهرم وفيصل بمحافظة الجيزة.
وتقول ريم زكي، مشرفة بإحدى الجمعيات الخيرية، إن الدور الذي تقوم به الجمعيات هو تمكين السيدات وتدريبهن على العديد من المهارات.
وتضيف خلال حديثها إلى "سبوتنيك"، أن المراكز يعمل على إدماج السيدات، وتأهيلهن لسوق العمل للمساعدة في الإنفاق على أسرهن، أو المساهمة مع أزواجهن في المصروفات العائلة.
وتوضح أن بعضهن حصلن على العمل في المحال والمطاعم بعد حصولهن على شهادة معتمدة من منظمات دولية، وعلى يد خبراء في الطهي وصناعة الحلوى.
وتقول فطوم على، إحدى المشاركات في الدورات، إنها حرصت على الحصول على التدريب، للمساهمة في نفقات المنزل، خاصة في ظل تزايد مصروفات المدارس للأبناء، وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتشير في حديثها إلى أن راتب زوجها لم يكف للنفقات المطلوبة، فقررت أن تبحث عن طريقة تساعد بها أبنائها، إلا أنها لم تستطع الذهاب إلى أي عمل تقضي فيه عدة ساعات، ففضلت العمل في المنزل.
وتابعت أنها بعد حصولها على الدورة تمكنت بالفعل من المساهمة في الإنفاق، وأصبحت تورد بعض الحلوى، وتعد بعض الأطباق حسب الطلب، وترسلها لبعض الأسر الذين يتواصلون معها.
واستطردت أن العمل في المنزل يتيح لها مراعاة أبنائها وبيتها والقيام بالطهي وعمل الحلويات في الوقت ذاته.
ومن ناحيتها تقول هدى محمد، إنها حصلت على دورة صناعة الحلوى والطهي، أملا في الإنفاق على الأسرة دون الاضطرار إلى العمل في وظائف خارج المنزل.
وأضافت في حديثها إلى "سبوتنيك"، اليوم الأحد، أنها تمكنت بالفعل من تحقيق هدفها، إلا أنها تسعى لتكوين مجموعة مشتركة لفتح "مطعم بيتي"، ويصبح بإمكانهن توريد الحلوى والوجبات السريعات للمحال الكبرى والوزارات أو الفنادق، إلا أنها لم تستطع ذلك بسبب ما يحتاجه المشروع من مبالغ مالية كبيرة لشراء الأجهزة وتأجير المكان.
وأوضحت أن عشرات النساء استفدن من تلك المهنة في الوقت الراهن، خاصة أن الكثيرات منهن يعلن الأسرة، ومنهن الأرامل والمطلقات.
وتابعت أن الدورات التدريبية، تمثل أهمية كبرى، خاصة أن صناعة الحلوى التقليدية في المنزل لا تتناسب مع مستوى الجودة إلى وصلت له بعد الدورات.
وتقول رباب محمود، إنها وجدت نفسها بعد سنوات من الغربة بمفردها، بعدما طلقها زوجها، وتركها بمفردها دون عائل، فما كان منها إلا البحث عن عمل لتنفق على نفسها وطفلها الصغير.
وتشير إلى أنها بعدما حصلت على الدورة، لم تتمكن من العمل من المنزل، نظرا لقلة الطلبات التي تطلب منها، فقررت أن تعمل بأحد المطاعم.
وتضيف في حديثها إلى "سبوتنيك" اليوم الأحد، أنها تعمل في مطبخ أحد المطاعم الشهيرة وسط الرجال لمدة تسع ساعات يوميا، وأنها تتقاضى مرتبا مرضيا يساعدها في الإنفاق على طفلها بالصف الرابع الابتدائي.
وتشير رباب إلى أن معظم السيدات اتجهن إلى العمل بالمنزل، حيث يقمن بتصنيع العديد من الأشياء سواء كانت الحلوى أو الطهي، أو صناعات يدوية أخرى، وأن الظروف المادية أجبرتهن على العمل بالمنزل، للإنفاق على أنفسهن أو لمساعدة رب الأسرة في المصروفات.
وتتحدث عن أن الجمعيات والمؤسسات الدولية، ساهمت بشكل كبير في تدريب النساء، في كافة المجالات وتأهيلهن لسوق العمل، أو للعمل المنزلي بما يتناسب مع الأشياء المطلوبة في سوق العمل.