"لسنا انفصاليين"... مطالبات بتدخل عاجل من سلطات المغرب بعد تظاهرات بالآلاف

وجهت عائلات معتقلي حراك الريف نداء إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لتفادي موت أبنائها المضربين عن الطعام، بعد تأييد محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الأحكام الصادرة ضدهم، التي وصل بعضها إلى عشرين سنة سجنا نافذا.
Sputnik

قالت أم محمد جلول، أحد الوجوه البارزة في حراك الريف، في ندوة صحفية نظمت بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن "أبناءنا يحتضرون داخل الزنازين. لقد ذبلوا وهزلوا بسبب إضرابهم عن الطعام، وهم على وشك الموت. هذه وصمة عار على جبين الدولة"، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.

وانتقدت أم محمد جلول طريقة تدبير الدولة لملف حراك الريف، مبرزة أن الشباب المعتقلين "طالبوا فقط بمطالب بسيطة كالمستشفى والجامعة وخلق فرص الشغل لأبناء الريف، وكانوا يريدون أنْ يروا المغرب يتقدم ويكون في مستوى الدول الكبرى".

"لسنا انفصاليين"

وأضافت "نحن لسنا انفصاليين، كما يتهمنا بذلك البعض، بل نحن وطنيون كباقي المغاربة"، قبل أن تعرّج على وضعية المعتقلين، قائلة: "سجن عكاشة الذي كانوا مسجونين به أحسن بألف في المائة من السجون التي نقلوا إليها الآن".

وفي السياق نفسه، أكد أحمد الزفزافي، أبو ناصر الزفزافي، أنّ معتقلي حراك الريف لم يطلبوا تنقيلهم من سجن عكاشة إلى السجون التي هم فيها الآن، مضيفا "أتحدى مدير المعقل أنْ يأتي بوثيقة أو أي حجة لتأكيد مزاعمه، هذا كذب وبهتان".

وناشدت عائلات معتقلي حراك الريف الإفراج عن أبنائها المضربين عن الطعام منذ تأكيد الأحكام الصادرة ضدهم في مرحلة الاستئناف، والحيلولة دون تدهور حالتهم الصحية، حيث قال أحمد الزفزافي إنّ المعتقلين "يحتضرون ويموتون ببطء داخل السجون".

وموازاة مع مطالبتها بالإفراج عن أبنائها المعتقلين، تمسكت العائلات بكون احتجاجات الريف، التي انطلقت بعد مقتل بائع السمك محسن فكري بمدينة الحسيمة أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2016، كانت مشروعة وعادلة.

والدة نبيل أحمجيق قالت: "هم (تقصد السلطات) يعرفون أن أبناءنا خرجوا من أجل المطالبة بمطالب بسيطة، وليس من أجل الفتنة والانفصال كما يروج البعض، نحن مغاربة وأولادنا وطنيون، خرجوا إلى الشارع مدفوعين بغيرتهم على بلدهم الذي يطمحون إلى أن يتقدم إلى الأمام".

وأضافت أم أحمجيق "عليهم أن يجدوا حلا، وأن يطلقوا سراح أبنائنا المعتقلين، نحن نقاسي أشد أنواع المعاناة، عيب وعار ما يفعلونه بنا"، مشيرة إلى أن "الذين أكلوا أموال الشعب يفعلون ما يريدون، وأبناؤنا الذين لم يطالبوا سوى بحقوق بسيطة حكموا عليهم بأحكام قاسية لم نكن نتوقعها أبدا".

خرج الأحد آلاف المتظاهرين بالرباط للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، الذين تمت إداناتهم أمام الاستئناف بأحكام تصل إلى السجن 20 عاما.

وردد المتظاهرون، تحت سماء غائمة ورذاذ المطر، شعار "الشعب يريد سراح المعتقل". ورفعوا لافتات توجه "رسالة تحية وتضامن" مع معتقلي الحراك.

"كفى من الظلم السياسي"

وعنوان المظاهرة، التي دعت إليها عائلات المعتقلين ومنظمات حقوقية وسياسية، "مسيرة الشعب المغربي: كفى من الظلم السياسي".

وقال الناشط بإحدى الجمعيات بوبكر الجوهري لوكالة الأنباء الفرنسية "ندعو لوضع حد للاعتقال السياسي وإطلاق سراح جميع معتقلي الحركات الاجتماعية، وتحقيق مطالبهم المشروعة".

وكانت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد أيدت مطلع أبريل/نيسان أحكاما بالسجن لعشرين عاما بحق "زعيم" الحراك ناصر الزفزافي (39 سنة) وثلاثة من رفاقه، بعد إدانتهم بتهم عدة بينها "التآمر للمس بأمن الدولة".

وتراوحت بقية الأحكام الابتدائية التي أكدتها المحكمة والصادرة في يونيو/تموز الماضي، بين السجن 15 عاما وسنة واحدة.

كما أيدت المحكمة سجن الصحافي حميد المهداوي ثلاث سنوات، لكونه لم يبلغ عن مكالمة هاتفية تلقاها من شخص يتحدث فيها عن "إدخال أسلحة إلى المغرب لصالح الحراك".

"الحرية الكرامة العدالة الاجتماعية"

ورفع بعض المتظاهرين صورة المهداوي وصورا لمعتقلي الحراك وأعلاما أمازيغية. كما رددوا شعارات تندد بـ"الفساد"، وتطالب بـ"الحرية الكرامة والعدالة اجتماعية".

ونقلت السلطات الأسبوع الماضي نشطاء الحراك المعتقلين بالدار البيضاء إلى سجون تقع شمال المملكة، ليكونوا قريبين من أماكن سكن ذويهم.

واعتقل المدانون في مدينة الحسيمة عاصمة منطقة الريف ونواحيها (شمال) ما بين أيار/ مايو وتموز/ يونيو 2017، على خلفية "حراك الريف".

وأفرج في أغسطس/ آب 2018 عن 11 منهم بموجب عفو ملكي.

وحمل "حراك الريف" مطالب اجتماعية واقتصادية طوال أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017، بينما اتهمته السلطات بخدمة أجندة انفصالية والتآمر للمس بأمن الدولة. وقد خرجت أولى مظاهراته احتجاجا على حادث أودى ببائع السمك محسن فكري.

مناقشة