وأضاف القماطي في مقابلة مع صحيفة "اليوم" المغربية إن "قوات حفتر باغتتنا، فقد بدأت هجوما عشوائيا بربريا بقصف عشوائي بصواريخ (كراد) دون تفريق بين المواقع المدنية والعسكرية، ولكنه (حفتر) فوجئ بأن كل قوات الحكومة الليبية هبت للرد من زوارة إلى مصراتة وسرت، وكلها قوات توحدت وتحركت بسرعة وتصدت لقواته".
"اليوم بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم، فشل حفتر في اختراق الدفاعات وفشل في دخول العاصمة. كان يراهن على عملية سريعة وخاطفة يدخل خلالها إلى العاصمة ويسيطر عليها لكن فوجئ بتحرك قوي ضده، واليوم قواته أضعف. الآن شبح نجاح حفتر قد أبعد بالكامل ومحاولته فاشلة، ما لم تحدث تطورات مفاجئة، كحصوله على دعم عسكري إقليمي ودولي".
وعما إذا كان حفتر لديه تفوق في الطيران، قال القماطي: "حفتر استعمل عددا محدودا من الطائرات لا يتجاوز عددها ثلاثة، من أحد القواعد الجوية تبعد مئات الكيلومترات عن طرابلس، لكن حكومة الوفاق لها عدد أكبر من الطائرات تتمركز في مصراتة وطرابلس، وأماكن أخرى".
وتابع: "لحد الآن لم نرصد دخول طائرات عسكرية من دول خارج ليبيا، وهذا التطور قد يكون واردا إذا شعر الداعمون له بأن قواته بدأت تنهزم. وإذا حدث ذلك، سيكون تطورا خطيرا وتدويله للحرب لتصبح حربا إقليمية وقد نذهب لسيناريو اليمن ذي العواقب الوخيمة. وتستكمل الدول العربية وغير العربية التي ستدخلنا في هذا التطور الخطير، مسؤولية كاملة، ولهذا نعول على أشقائنا بالتدخل السياسي والدبلوماسي لمنع هذا التصعيد".
وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر الخميس شكل تدهورا واضحا بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.
وتتنازع على الحكم في ليبيا سلطتان هما: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي شكلت في نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس مقرا لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأدت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري.