هل اقتربت المواجهة الإيرانية الأمريكية في الخليج

يدرك من يتخيل حجم النتائج الكارثية التي قد تحدث في حال قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، أنه لا مكان لواقعية قيام مثل هكذا حرب في الوقت الراهن.
Sputnik

أبرمت الولايات المتحدة والقوى الكبرى اتفاقا مع إيران بتاريخ 14 يوليو/تموز عام 2015 لتحجيم برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في جلسته بتاريخ 20 تموز/ يوليو من نفس العام على الاتفاق النووي المذكور، وأشادت مندوبة واشنطن لدى مجلس الأمن سامنتا باور آنذاك في نفس الجلسة بجهود الدول الكبرى في التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلة إن ممثلي الدول المشاركة في التفاوض اتفقوا منذ البداية "على انقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب".

وزير الطاقة الإسرائيلي: إيران قد تستهدف إسرائيل عبر حزب الله أو الجهاد
وبعد قدومه إلى البيت  الأبيض، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مراراً الاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة".

وكان ترامب، قد اتخذ يوم 12يناير/ كانون الثاني 2018، قرارا بشأن تمديد نظام رفع العقوبات عن إيران في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال إن هذه هي المرة الأخيرة التي يوقع بها على التمديد. كما دعا ترامب الدول الحليفة للولايات المتحدة لفرض عقوبات صارمة على إيران بسبب تصميمها وتجاربها لصواريخ بالستية، وفي هذا الصدد طالب ترامب من الاتحاد الأوروبي المشاركة في تعديل الاتفاق مع إيران، مشيرا إلى أنه حانت الفرصة الأخيرة لإدخال التعديلات.

وفي شهر مايو/ أيار من العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015، لافتا إلى أن "الاتفاق لا يمنع من نشاط إيران المزعزع في المنطقة".

بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بدأت واشنطن بحملة عقوبات جديدة ضد إيران، وبدأ التصعيد المتبادل، ودخلت الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية ضد إيران حيز العمل رسميا، في السابع من شهر أغسطس/ آب من الشهر العام الماضي، وركزت على القطاعات المالية والتجارية والصناعية.

ودخلت الحزمة الثانية من العقوبات اعتبارا من صباح يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، وتشمل قطاع الطاقة بالإضافة إلى عمليات التبادل المتعلقة بالمواد الهيدروكربونية الخام والتي لها علاقة ببنك إيران المركزي.

تصاعدت المواجهات وخاصة أن واشنطن أعلنت أنها ستجعل من مبيعات إيران النفطية تصل إلى الصفر، إلا أن طهران هددت أنها ستغلق مضيق هرمز في حال تم منع بيع  النفط الإيراني، أكد قائد القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، في 28 أبريل/نيسان الماضي أنه لا نية لطهران لغلق مضيق "هرمز"، إلا إذا اضطرت لذلك.

وقال باقري: "إذا لم يعبر نفط إيران من مضيق هرمز فإن نفط الآخرين (دول الخليج) لن يعبر من المضيق"، مضيفا "هذا الأمر ليس بمعنى أنه لدينا نية بإغلاق المضيق، إلا إذا وصل عداء الأعداء لمكان لم يبقي لنا فيه خيار غير ذلك".

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الأنشطة الإيرانية تجعل أمريكا تعتقد أن عملية تصعيد جارية".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، قد أعلن في الخامس من الشهر الحالي، أنه ردا على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة، سترسل الولايات المتحدة مجموعة حاملة طائرات "أفراهام لينكولن" وقوة من القاذفات إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، لتبعث برسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل "بقوة شديدة".

 

مناقشة