سمير النفزي، رئيس حزب آكال الناشئ قال في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن "الحزب جاء لتنويع تجربة الحراك الأمازيغي من العمل المدني إلى السياسي، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه جاء كرد فعل على تجاهل مطالب الأمازيغ.
وأضاف النفزي، أن "الحزب يستعد لخوض تجربة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، ليس ليعبر عن وجهة الأمازيغيين وحسب، بل عن جموع التونسيين".
وإلى نص الحوار:
بداية.. هل يمثل الحزب تحولا في توجه الأمازيغ من العمل الاجتماعي إلى السياسي؟
توجه الحزب ليس تحولًا في نضال الأمازيغ بقدر ما هو تنويع في تجربة الحراك الأمازيغي الذي لابدّ من أن يراوح بين العمل في المجتمع المدني والعمل في المجتمع السياسي الذي من شأنه أن يثري التجربة الأمازيغية.
ولماذا لجأتم إلى المجال السياسي؟
التوجه الحالي نحو إنشاء حزب أمازيغي سياسي في تونس جاء كردّ فعل على تجاهل السلطة لمطالب الأمازيغ التي تشمل الحقوق التاريخية والثقافية فقررنا التحول من مجرّد المطالبة الى تحمل المسؤولية نفسها والمرور إلى مرحلة التنافس على السلطة.
على المستوى السياسي.. ما الذي تسعون للوصول إليه؟
نعم نحن عازمون على خوض التجربة الانتخابية في الاستحقاقات القادمة الرئاسية والتشريعية منها، ليس لتمثيل الأمازيغ بل لتمثيل الشعب التونسي ككل في إطار برنامج سياسي وطني ذو خلفية أمازيغية أصيلة.
من هم الأمازيغيون؟
الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا يمتدّ وجودهم من واحة سيوة غربي مصر إلى جزر الكاناري وهم موجودون بين عدة دول هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وغرب مصر وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر، وليس هناك إحصائية رسمية لكن بعض البحوث تتحدّث عن أن عددهم يفوق 100 مليون شخص.
وماذا عن أمازيغيي تونس؟
في تونس يناهز عدد الناطقين باللغة الأمازيغية المليون ناطق، ويتمركز أغلبهم في القرى الأمازيغية في ولاية قابس وجزيرة جربة وتطاوين والشمال الغربي لتونس، والأمازيغية ليست لغة فقط بل هوية الأرض في شمال أفريقيا التي تسمى تامزغا إذا فكل سكان تامزغا هم بالضرورة أمازيغ إما باللغة أو بالتواجد على أرض أمازيغية.
ما المشروع الأساسي الذي تسعون إليه؟
المشروع الرئيس الذي يريد الأمازيغ تحقيقه هو وحدة شمال أفريقيا التي كانت عنصرا من عناصر قوته في التاريخ، وإعادة شمال أفريقيا إلى محيطه الأفريقي والمتوسطي وإعادة الاعتبار إلى الهوية الأمازيغية المتأصلة في الأرض والتاريخ والإنسان دون الدعوة إلى التمايز العرقي عن بقية المكونات الثقافية والحضارية للمنطقة، كما نسعى إلى بناء دولة علمانية مدنية معاصرة ديمقراطية تتسع للجميع إلى جانب صياغة منوال تنموي اقتصادي عصري كفيل بإنتاج الثروة وتوزيعها بالعدل.
كيف تعاملت تونس مع الأمازيغيين؟
لم يتحصل الأمازيغ على حقوقهم بشكل عام على اعتبار أن الأنظمة الحاكمة عربية وأي تحرّك أو مطالبة بالحقوق التاريخية للأمازيغ تم إلصاقه بتهمة المؤامرة الخارجية على الأمة العربية والإسلامية وتفتيتها.
والحكومة التونسية تتعامل مع المسألة الأمازيغية على أنها فلكلور شعبي يتمثل في الوشم وبعض المأكولات وبعض اللباس فقط، وهو محاولة لأسر حضارة وتمييعها في بعض الشكليات رغم صدور توصية من الأمم المتحدة إلى الحكومة التونسية سنة 2016 تطلب فيها الاعتراف باللغة الأمازيغية والحقوق الثقافية لهم، لكن الحكومة تواصل التجاهل إلى اليوم.
كيف تفاعلتم مع ثورة الياسمين؟
أعتقد أن تسمية الانتفاضات الشعبية التي مرّت بها المنطقة بثورات الربيع العربي هو تعسّف وحشرها في زاوية نظر وتغليبها على زوايا النظر الأخرى إذ أن هناك عدة معطيات متداخلة في تأجيج الاحتجاجات، الأمازيغ كانوا جزءًا من تلك الشعوب المقموعة التي شاركت في تلك الاحتجاجات بعفوية تامة آملين في واقع أفضل.
نعم.. لكن هناك اتهامات بأنكم تحاولون تفتيت دول شمال أفريقيا؟
الأمازيغ في شمال أفريقيا دعاة وحدة وليسوا دعاة انفصال و"تامزغا" التاريخية تمتدّ من واحة سيوة إلى جزر الكناري لذلك فإن من أهدافنا هو توحيد هذه المنطقة.
أجرى الحوار: وائل مجدي