محلل سياسي: الانتقالي هو من تصدى للحوثيين... وحكومة هادي تمثل خطرا على الجنوب

بعد إعلان المجلس الانتقالي في الجنوب اليمني رفع حالة التأهب وتشكيل غرفة عمليات للتصدي وأعلن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ضرورة التحرك عسكريا وبشكل عاجل في كل الجبهات لمواجهة الهجمات الحوثية...هل يحقق الانتقالي ما عجزت عنه كل القوى على مدى السنوات الأربع الماضية... وهل أصبح بديلا للشرعية.
Sputnik

قال منصور صالح المحلل السياسي اليمني في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الأحد، المجلس الانتقالي لم يحل محل الحكومة لأنه في الأصل لا يعترف بها، وما قبوله لها في عدن إلا في إطار تفاهمات مع التحالف العربي لإنجاز مهام عاصفة الحزم.

وأضاف صالح، الحكومة لا تقوم بأي دور أمني أوعسكري في الجنوب، وحماية الأراضي الجنوبية تقوم بها جهات محلية من مقاومة وقوات مسلحة وهم من أخذوا على عاتقهم حمايتها والدفاع عنها وحمايتها، فيما يتقلص دور الحكومة إما في الصمت أو السلبية ودعم المشاريع التي تستهدف الجنوب أرضا وهوية ووجودا.

اليمن .. الحوثي يعلق على دعوة السعودية عقد قمتين طارئتين
وأكد المحلل السياسي، أن الجنوبيين يرون في حكومة "هادي" جزء من الخطر الذي يهدد بلادهم وإضافة لعدم كفاءتها للقيام بمهام كبرى كالتي تمر بها البلاد، وقد قدمت نماذج سيئة جدا في إدارة المعركة في محافظات الشمال اليمني ولم تحقق أي تقدم خلال خمس سنوات من القتال.

وأشار صالح، إلى أن الجنوبيين لو اعتمدوا على الحكومة الشرعية في حمايتهم، لرجع الحوثي إلى عدن في أيام معدودة، لكن المجلس ومقاومته يدركون حجم التحديات الأمنية والمؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وقضيته، لذلك هو ماضٍ في عملية بناء وتنظيم مؤسسات الجنوب، ودولته التي ستعود حتما وتوحيدها بما  يعزز ويحسن آداءها، وفي هذا الاتجاه جاءت عملية إنشاء المحاور وتوحيد غرف العمليات وهي عملية مرتبطة بخطة شاملة للبناء المؤسسي لمؤسسات الدولة الجنوبية، لأن الأمن الداخلي يحتاج تعزيز وتطوير وسائل العمل وهذه مهمة كبيرة يجري العمل عليها.

وحول الصفة القانونية للمجلس للقيام بهذا في الجنوب قال صالح، الصفة القانونية للمجلس مستمدة من التفويض والإرادة الشعبية الجنوبية الملتفة حول المقاومة الجنوبية وقيادتها، وتحول المجلس الانتقالي إلى حامل لقضية شعب الجنوب وهي إرادة مستمدة من واقع فرض السيطرة على الأرض من قبل أهلها وهم أحق وأولى بها من خصومها والمتربصين بها.

اليمن... متحدث الانتقالي يكشف حقيقة الخلافات مع الحراك الجنوبي
واختتم المحلل السياسي، أمام الجنوب والجنوبيين والمجلس الانتقالي والأمن والمقاومة مهام كبيرة، وهناك مخاطر ومؤامرة تستهدف وجودهم، كما إن أمامهم  مهمة مكافحة الإرهاب المدعوم من قوى في اطار الحكومة الشرعية ذاتها، ولذلك هم يسعون في اتجاه تحصين الجبهة الداخلية وبناء المؤسسات الامنية وتنظيم عملها ليكون أكثر فاعلية.

وأعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في جنوب اليمن، اللواء عيدروس الزبيدي أمس السبت، عن "تأسيس محاور قتالية وعملياتية والتعبئة العسكرية، إلى جانب الإعداد لتغطية كافة الجبهات الحربية التي تشهد اعتداءات مليشيات الحوثيين".

وقال الزبيدي، في كلمته التي ألقاها خلال اجتماع موسع لقيادات المقاومة الجنوبية، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس السبت، إن هناك "جملة من التحديات والمستجدات العسكرية والسياسية والأمنية والاجتماعية تمثل منعطفا جديداً يحتاج إلى المراجعة واتخاذ ما يلزم، وأنتم اليوم جميعًا هنا من أجل ذلك".

وشدد على ضرورة التحرك عسكريا وبشكل عاجل، لصد الهجوم الذي تشنه مليشيات الحوثيين على أجزاء من مناطق الجنوب في محافظات الضالع وأبين ولحج.

وأعلن الزبيدي، عن تشكيل "غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية، لتوحيد العمل والقيادة لإدارة العمليات القتالية وحماية الأمن والاستقرار الداخلي".

ودعا للعمل على "تحرير وادي حضرموت الذي يعاني من ويلات الإرهاب والاحتلال، وكذلك باقي المناطق الأخرى في شبوة وأبين.. هذه مناطق جنوبية يجب أن تكون محررة وآمنة وبعيدة من هذا الشر الذي يحاك لها والقائمين عليه".

مناقشة